حقيقة الشيعة الإثني عشرية - أسعد وحيد القاسم - الصفحة ١٣
واطلاعه، وكذلك اعتداله وموضوعيته بنقد الآخرين من أصحاب المبادئ والنظريات المخالفة للإسلام أو لمذهبه السني، فإن هذه الكلمات ظلت ترن في أذني على مر الأيام والسنوات، وهذا فضلا عن تأثري أيضا بأحد أقاربي الذي كان داعية لله لا أشك أبدا في إخلاصه وحرصه على وحدة المسلمين سنة وشيعة، وقد ترسخ هذا المفهوم في نفسي بعد ذلك حتى أصبح حقيقة واقعة وخصوصا عندما علمت أن معظم علماء أهل السنة ودعاتهم في عصرنا، يرون بأن الشيعة مسلمون موحدون كالإمام الشهيد حسن البنا، والشهيد سيد قطب، رالعلامة المودودي، والشيخ عبد الحميد كشك، والشيخ العلامة محمد الغزالي، والشيخ شلتوت، والأستاذ البهنساوي، والتلمساني، وأنور الجندي، وحسن أيوب، وسعيد حوى، وفتحي يكن، وأبو زهرة، ويوسف العظم، والغنوشي، وغيرهم الكثير الكثير ممن أتشرف بقراءة مؤلفاتهم، والتي ملأت رفوف مكتبات جيل الصحوة الإسلامية. وهكذا فإنه لم يكن ليداخلني أي شك بأن الشيعة مسلمون، ولم أكن حتى أفرق بين السني والشيعي لأنني كنت قد غضضت نظري عن تلك الفروق التي بينهما، والتي لا تجعل بأي حال من الأحوال أحدهما مسلما والآخر كافرا، والتي لم أكن أعلم تفاصيلها، ولم أكن مستعدا حق للتفكير فيها أو حتى البحث عنها لشعوري بعدم الحاجة إلى مثل هنه البحوث التي تتطلب التنبيش في التاريخ، والدخول في متاهات قد لا توصل إلى أي نتيجة، وكنت مقتنعا في ذلك الحين أن التقصي لمعرفة مثل هذه الفروق والاختلافات هو من نوع الفتنة التي ينبغي الابتعاد عنه أو الحديث فيه وخصوصا أن الفريقين مسلمان.
فبنفس النظرة التي كنت أنظر فيها إلى علي ومعاوية بأنهما مسلمين بالرغم من كل ما حصل بينهما، فقد كنت أنظر كذلك إلى أهل السنة والشيعة.
وقد تزامن سفري إلى بلاد الغربة لتكملة دراستي الجامعية في منتصف الثمانينات، مع اشتداد سعير هذه الفتنة وتزايد ارتفاع الأصوات المحذرة من العقيدة الشيعية، والتي كانت غالبا مصحوبة بالطعن بالثورة الإسلامية في
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 7 9 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المؤلف 7
2 المقدمة 11
3 الفصل الأول: الإمامة 19
4 نصوص الإمامة 21
5 أولا: الأدلة في إثبات إمامة أهل البيت (ع) 21
6 من هم أهل البيت؟ 23
7 شواهد إضافية على عصمة أهل البيت 27
8 ثانيا: الأدلة في إثبات عدد الأئمة (خلفاء الرسول (ص)) 30
9 ثالثا: الأدلة في استخلاف علي بن أبي طالب (ع) 34
10 شواهد إضافية على استخلاف علي (ع) 36
11 مخالفة جمهور المسلمين لنصوص الإمامة 41
12 أولا: منع بعض الصحابة رسول الله (ص) من كتابته للوصية 42
13 ثانيا: تخلف بعض الصحابة عن بعثة أسامة وطعنهم في إمارته 46
14 ثالثا: أحداث السقيفة وبيعة أبي بكر 47
15 هل ألمح الرسول (ص) باستخلاف أبي بكر؟ 52
16 غضب فاطمة (ع) 53
17 هل ماتت فاطمة (ع) ميتة جاهلية؟ 57
18 رابعا: استخلاف عمر 59
19 خامسا: استخلاف عثمان 60
20 مقتل الخليفة عثمان 62
21 بيعة الامام علي (ع) 64
22 سادسا: موقعة الجمل وخروج أم المؤمنين 64
23 أسطورة عبد الله بن سبأ 67
24 سابعا: موقعة صفين وتمرد معاوية 69
25 ثامنا: استشهاد الإمام علي (ع) 74
26 تاسعا: معاهدة الصلح واستشهاد الامام الحسن (ع) 74
27 عاشرا: ثورة كربلاء واستشهاد الامام الحسين (ع) 76
28 الفصل الثاني: عدالة الصحابة 83
29 الفصل الثالث: الشيعة والقرآن الكريم 95
30 الفصل الرابع: الشيعة والسنة النبوية المطهرة 103
31 موقف الفريقين من السنة النبوية 103
32 موقف الفريقين من عصمة النبي (ص) 105
33 أبو هريرة وكثرة روايته للحديث 114
34 وقفة مع البخاري في صحيحه 120
35 الفصل الخامس: الزواج المؤقت 125
36 متعة الحج 132
37 الفصل السادس: المهدي المنتظر والفتن 135