وأصبح ضروريا أن نتحقق مما جاء في كتاب " المراجعات، من خلال رؤيتنا لصحيح البخاري بأنفسنا، وقد وفقنا الله تعالى وبعد جهد جهيد من إيجاد نسخة من صحيح البخاري. ولم أتفاجئ أبدا بإيجاد كل ما أشار إليه ذلك الكاتب الشيعي في موضعه فعلا في صحيح البخاري.
ولعل البعض يتساءل: لماذا كل هذا التركيز على صحيح البخاري؟
فمن المعلوم أن ما يحتج به من كتاب الله يحتاج إلى تأويل في أغلب الأحيان، ويحتمل له أكثر من معنى حسب تفسيره بالطبع، فمثلا توله تعالى: (عبس وتولى أن جاءه الأعمى...) (1)، فهذه الآيات لم تذكر اسم العابس ولا الأعمى، فكان دور الحديث المروي ليوضح ذلك، وهكذا فقد احتل صحيح البخاري المكانة الأولى في الاعتبار من حيث الصحة بعد كتاب الله عند أهل السنة الذين ألزموا أنفسهم بكل ما فيه، وبذلك فإن الحديث يحسم ما اختلف عليه في تفسير آيات الكتاب الكريم.
وكلما كنت أقرأ كتبا إضافية حول هذا الموضوع، فإن الحقيقة كانت تبدو لي أكثر وضوحا حق ظهرت لي في النهاية بأجلى صورها وبما لا يقبل أي شك. إلا أن السؤال الذي أخذ يراودني دائما يدور حول سبب إخفاء كثير من الحوادث التاريخية وأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله عنا بالرغم من توثيقها في المصادر المعتبرة عند أهل السنة،. والتي من شأنها توضيح الكثير من الغموص الذي رافق مسألة الخلاف بين السنة والشيعة على مر القرون الماضية. فهل إخفاء الحقائق أو التعتيم والتشويق عليها يقبل مبررا لمنع الفتنة كما يزعمون؟ أليست الفتنة كلها بإخفاء الحقائق وتزييفها؟
إنني عندما بدأت بحثي حول هذه المسألة الحساسة، فإن أقصى أهدافي كانت بأن أتحقق من أن الشيعة مسلمون أم لا، ولم يكن عندي أي شك بأن الطريقة التي عليها أهل السنة والجماعة هي الطريقة الصحيحة،