حقيقة الشيعة الإثني عشرية - أسعد وحيد القاسم - الصفحة ٩٢
وبالرغم من أن أهل السنة لا يقولون صراحة بعصمة جميع الصحابة، إلا أن من يزعم صحة هذه الرواية فإنه لا بد وأن يعتقد بعصمتهم جميعا لأنه ليس من الممكن أن يأمر الرسول صلى الله عليه وآله بالاقتداء مطلقا دون أي قيد أو شرط - كما توحي هذه الرواية المزعومة - بمن يحتمل فعله لمعصيته.
وهكذا، فإن الروايات السابقة والتي تجعل عدالة الكثير من الصحابة محل نظر وتأمل إنما هي في غالبها بشأن من طالت صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله، فما بالك إذن بعدالة من سموا بالصحابة لمجرد رؤيتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله ولو للحظة واحدة؟؟ ولماذا يا ترى هذه المبالغة؟ وهل العدالة أو التقوى تكتسب لمجرد رؤية الرسول صلى الله عليه وآله ولو لحظة أم بالطاعة والاقتداء بما أمر به الرسول صلى الله عليه وآله بحسن نية وإخلاص؟؟
ولعل هذا التناقض الذي يأباه العقل السليم والفطرة البشرية يتضح بأجلى صورة بتفضيل بعض علماء المسلمين من أهل السنة كابن تيمية لمعاوية بن أبي سفيان على الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز لا لشئ إلا لأن معاوية كان صحابي وعمر تابعي، وذلك بالرغم مما اشتهر به عمر بن عبد العزيز بالتقوى والعدل على عكس معاوية الذي اشتهر بإحداثه الفتنة الكبرى بين المسلمين في صفين وخروجه على أمير المؤمنين علي عليه السلام كما مر سابقا، وإضافة لما اشتهر به عمر بن عبد العزيز بأنه الخليفة الراشدي الخامس عند أهل السنة، وهذا بحد ذاته يدل على عدم رشد معاوية، وبالتالي عدم لزوم رشد أحد بمجرد صحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله.
ومن المفيد أن نتساءل في هذا المقام، أيهما أعلى درجة: من آمن بالرسول صلى الله عليه وآله بعد أن رأى عشرات المعجزات السماوية بأم عينيه، أم الذي آمن بالإسلام دون أن يرى أي منها؟؟
والحقيقة إنني لم أرى تفسيرا لهذه المبالغة بدرجة تقوى الصحابة،
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المؤلف 7
2 المقدمة 11
3 الفصل الأول: الإمامة 19
4 نصوص الإمامة 21
5 أولا: الأدلة في إثبات إمامة أهل البيت (ع) 21
6 من هم أهل البيت؟ 23
7 شواهد إضافية على عصمة أهل البيت 27
8 ثانيا: الأدلة في إثبات عدد الأئمة (خلفاء الرسول (ص)) 30
9 ثالثا: الأدلة في استخلاف علي بن أبي طالب (ع) 34
10 شواهد إضافية على استخلاف علي (ع) 36
11 مخالفة جمهور المسلمين لنصوص الإمامة 41
12 أولا: منع بعض الصحابة رسول الله (ص) من كتابته للوصية 42
13 ثانيا: تخلف بعض الصحابة عن بعثة أسامة وطعنهم في إمارته 46
14 ثالثا: أحداث السقيفة وبيعة أبي بكر 47
15 هل ألمح الرسول (ص) باستخلاف أبي بكر؟ 52
16 غضب فاطمة (ع) 53
17 هل ماتت فاطمة (ع) ميتة جاهلية؟ 57
18 رابعا: استخلاف عمر 59
19 خامسا: استخلاف عثمان 60
20 مقتل الخليفة عثمان 62
21 بيعة الامام علي (ع) 64
22 سادسا: موقعة الجمل وخروج أم المؤمنين 64
23 أسطورة عبد الله بن سبأ 67
24 سابعا: موقعة صفين وتمرد معاوية 69
25 ثامنا: استشهاد الإمام علي (ع) 74
26 تاسعا: معاهدة الصلح واستشهاد الامام الحسن (ع) 74
27 عاشرا: ثورة كربلاء واستشهاد الامام الحسين (ع) 76
28 الفصل الثاني: عدالة الصحابة 83
29 الفصل الثالث: الشيعة والقرآن الكريم 95
30 الفصل الرابع: الشيعة والسنة النبوية المطهرة 103
31 موقف الفريقين من السنة النبوية 103
32 موقف الفريقين من عصمة النبي (ص) 105
33 أبو هريرة وكثرة روايته للحديث 114
34 وقفة مع البخاري في صحيحه 120
35 الفصل الخامس: الزواج المؤقت 125
36 متعة الحج 132
37 الفصل السادس: المهدي المنتظر والفتن 135