حقيقة الشيعة الإثني عشرية - أسعد وحيد القاسم - الصفحة ٥٦
الرسل * أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا * وسيجزي الله الشاكرين)... إيها بني قيلة!! أأهتضم ميراث أبي وأنت بمرأى مني ومسمع؟... إلى آخر تلك الخطبة (١).
وبالإضافة لذلك، فإن معنى قول الرسول صلى الله عليه وآله: " لا نورث " لا يعني عدم انطباق قوانين الميراث على الأنبياء - كما اجتهد في ذلك أبو بكر -. وقد نص القرآن الكريم على ذلك بقوله تعالى: ﴿وورث سليمان داوود...﴾ (2)، كما إن زكريا يدعو الله تعالى أن يرزقه من يرثه، فرزقه يحيى: (يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا * يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى... " (3) وليس معنى يرثني في الآية السابقة أن يرث النبوة، فالنبوة ليست بالوراثة، وبذلك فإن معنى قول الرسول صلى الله عليه وآله: " لا نورث " هو أن الأنبياء لن يجمعوا أو يكدسوا الذهب والفضة، ليكون ميراثا بعدهم، كما يفعل الملوك وطلاب الدنيا.
وبحرمان أبو بكر لفاطمة عليها السلام من ميراث النبي صلى الله عليه وآله، فقد وجد البعض في ذلك فرصة للإدعاء بأن هذا الخلاف هو السبب وراء تخلف علي عليه السلام عن مبايعة أبي بكر، وليس لأنه يرى نفسه صاحب الخلافة الشرعي. وإذا كان الأمر كذلك، فما معنى تخلف جمع من أعاظم الصحابة عن المبايعة أيضا وقد والوا عليا؟ وما معنى قول عائشة:
إن علي أرسل إلى أبي بكر: أن آتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر "؟؟ فعمر بن الخطاب لم يكن له أي تدخل في مسألة الخلاف في ميراث النبي صلى الله عليه وآله، بينما كان له الدور الحاسم في إنهاء صراع السقيفة لصالح أبي بكر، هذا فضلا عن أن مسألة الميراث لا تعتبر مانعا أو مبررا في أي حال من الأحوال لعدم إعطاء الإمام علي وفاطمة عليهما السلام البيعة لأبي بكر أو حتى التخلف عنها.

(١) منال الطالب في شرح طوال الغرائب لابن الأثير ص ٥٠١ مطبعة المدني.
(٢) النمل: ١٦.
(٣) مريم: ٦ - 7.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المؤلف 7
2 المقدمة 11
3 الفصل الأول: الإمامة 19
4 نصوص الإمامة 21
5 أولا: الأدلة في إثبات إمامة أهل البيت (ع) 21
6 من هم أهل البيت؟ 23
7 شواهد إضافية على عصمة أهل البيت 27
8 ثانيا: الأدلة في إثبات عدد الأئمة (خلفاء الرسول (ص)) 30
9 ثالثا: الأدلة في استخلاف علي بن أبي طالب (ع) 34
10 شواهد إضافية على استخلاف علي (ع) 36
11 مخالفة جمهور المسلمين لنصوص الإمامة 41
12 أولا: منع بعض الصحابة رسول الله (ص) من كتابته للوصية 42
13 ثانيا: تخلف بعض الصحابة عن بعثة أسامة وطعنهم في إمارته 46
14 ثالثا: أحداث السقيفة وبيعة أبي بكر 47
15 هل ألمح الرسول (ص) باستخلاف أبي بكر؟ 52
16 غضب فاطمة (ع) 53
17 هل ماتت فاطمة (ع) ميتة جاهلية؟ 57
18 رابعا: استخلاف عمر 59
19 خامسا: استخلاف عثمان 60
20 مقتل الخليفة عثمان 62
21 بيعة الامام علي (ع) 64
22 سادسا: موقعة الجمل وخروج أم المؤمنين 64
23 أسطورة عبد الله بن سبأ 67
24 سابعا: موقعة صفين وتمرد معاوية 69
25 ثامنا: استشهاد الإمام علي (ع) 74
26 تاسعا: معاهدة الصلح واستشهاد الامام الحسن (ع) 74
27 عاشرا: ثورة كربلاء واستشهاد الامام الحسين (ع) 76
28 الفصل الثاني: عدالة الصحابة 83
29 الفصل الثالث: الشيعة والقرآن الكريم 95
30 الفصل الرابع: الشيعة والسنة النبوية المطهرة 103
31 موقف الفريقين من السنة النبوية 103
32 موقف الفريقين من عصمة النبي (ص) 105
33 أبو هريرة وكثرة روايته للحديث 114
34 وقفة مع البخاري في صحيحه 120
35 الفصل الخامس: الزواج المؤقت 125
36 متعة الحج 132
37 الفصل السادس: المهدي المنتظر والفتن 135