الرسل * أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا * وسيجزي الله الشاكرين)... إيها بني قيلة!! أأهتضم ميراث أبي وأنت بمرأى مني ومسمع؟... إلى آخر تلك الخطبة (١).
وبالإضافة لذلك، فإن معنى قول الرسول صلى الله عليه وآله: " لا نورث " لا يعني عدم انطباق قوانين الميراث على الأنبياء - كما اجتهد في ذلك أبو بكر -. وقد نص القرآن الكريم على ذلك بقوله تعالى: ﴿وورث سليمان داوود...﴾ (2)، كما إن زكريا يدعو الله تعالى أن يرزقه من يرثه، فرزقه يحيى: (يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا * يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى... " (3) وليس معنى يرثني في الآية السابقة أن يرث النبوة، فالنبوة ليست بالوراثة، وبذلك فإن معنى قول الرسول صلى الله عليه وآله: " لا نورث " هو أن الأنبياء لن يجمعوا أو يكدسوا الذهب والفضة، ليكون ميراثا بعدهم، كما يفعل الملوك وطلاب الدنيا.
وبحرمان أبو بكر لفاطمة عليها السلام من ميراث النبي صلى الله عليه وآله، فقد وجد البعض في ذلك فرصة للإدعاء بأن هذا الخلاف هو السبب وراء تخلف علي عليه السلام عن مبايعة أبي بكر، وليس لأنه يرى نفسه صاحب الخلافة الشرعي. وإذا كان الأمر كذلك، فما معنى تخلف جمع من أعاظم الصحابة عن المبايعة أيضا وقد والوا عليا؟ وما معنى قول عائشة:
إن علي أرسل إلى أبي بكر: أن آتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر "؟؟ فعمر بن الخطاب لم يكن له أي تدخل في مسألة الخلاف في ميراث النبي صلى الله عليه وآله، بينما كان له الدور الحاسم في إنهاء صراع السقيفة لصالح أبي بكر، هذا فضلا عن أن مسألة الميراث لا تعتبر مانعا أو مبررا في أي حال من الأحوال لعدم إعطاء الإمام علي وفاطمة عليهما السلام البيعة لأبي بكر أو حتى التخلف عنها.