مجالا في مقابل النصوص الصريحة والشيعة لا يذكرونهم إلا بأفعالهم بدون احترام ولا تقديس كالصنف الأول.
أما القسم الثالث من الصحابة: فهم المنافقون الذين صحبوا رسول الله للكيد له وقد أظهروا الإسلام وانطوت سرائرهم على الكفر وقد تقربوا ليكيدوا للإسلام والمسلمين عامة وقد أنزل الله فيهم سورة كاملة وذكرهم في العديد من المواقع وتوعدهم بالدرك الأسفل من النار وقد ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وحذر منهم وعلم بعضا من أصحابه أسماءهم وعلاماتهم، وهؤلاء يتفق الشيعة والسنة على لعنهم والبراءة منهم.
وهناك قسم خاص وإن كانوا من الصحابة فهم يتميزون عليهم بالقرابة وبفضائل خلقية ونفسية وخصوصيات اختصهم الله ورسوله بها لا يلحقهم فيها لاحق، وهؤلاء هم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (1) وأوجب الصلاة عليهم كما أوجبها على رسوله، وأوجب لهم سهما من الخمس (2) كما أوجب مودتهم على كل مسلم كأجر للرسالة المحمدية (3)، فهم أولو الأمر الذين أمر بطاعتهم (4) وهم الراسخون في العلم الذين يعلمون تأويل القرآن ويعلمون المتشابه منه والمحكم (5)، وهم أهل الذكر الذين قرنهم رسول الله بالقرآن في حديث الثقلين وأوجب التمسك بهما (6)، وجعلهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق (7)، والصحابة يعرفون قدر أهل البيت ويعظمونهم ويحترمونهم، والشيعة يقتدون بهم ويقدمونهم على كل الصحابة، ولهم في ذلك أدلة من النصوص الصريحة.