الضلالة حتى انقسمت وتفرقت وتنازعت وفشلت وذهبت ريحها.
وهم الذين اختلفوا في الخلافة فتوزعوا بين حزب حاكم وحزب معارض وسبب ذلك تخلف الأمة وانقسامها إلى شيعة علي وشيعة معاوية، وهم الذين اختلفوا في تفسير كتاب الله وأحاديث رسوله فكانت المذاهب والفرق والملل والنحل، ونشأت من ذلك المدارس الكلامية والفكرية المختلفة وبرزت فلسفات متنوعة أملتها دوافع سياسية محضة تتصل بطموحات الهيمنة على السلطة والحكم..
فالمسلمون لم ينقسموا ولم يختلفوا في شئ لولا الصحابة وكل خلاف نشأ وينشأ إنما يعود إلى اختلافهم في الصحابة.
فالرب واحد والقرآن واحد والرسول واحد والقبلة واحدة وهم متفقون على ذلك وبدأ الخلاف والاختلاف في الصحابة من اليوم الأول بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله في سقيفة بني ساعدة، واستمر إلى يوم الناس هذا وسيستمر إلى ما شاء الله.
وقد استنتجت من خلال الحديث مع علماء الشيعة أن الصحابة في نظرهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
فالقسم الأول وهم الصحابة الأخيار الذين عرفوا رسول الله حق المعرفة وبايعوه على الموت وصاحبوه بصدق في القول وبإخلاص في العمل، ولم ينقلبوا بعده، بل ثبتوا على العهد وقد امتدحهم الله جل جلاله، في كتابه العزيز في العديد من المواقع، وقد أثنى عليهم رسول الله في العديد من المواقع أيضا، والشيعة يذكرونهم باحترام وتقديس ويترضون عليهم كما يذكرهم أهل السنة باحترام وتقديس أيضا.
والقسم الثاني، وهم الصحابة الذين اعتنقوا الإسلام واتبعوا رسول الله ولكنهم كانوا في بعض الأوقات لا يمتثلون لأوامره ونواهيه بل يجعلون لآرائهم