في أوروبا بأسرها وجدها نظيفة تلمع كالبلور وفيها روائح طيبة بينما لا يطيق المسافر إلى البلاد الإسلامية الدخول إلى المراحيض لعفونتها ونجاستها ونتونتها ونحن الذين علمنا الإسلام (إن النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان)، فهل تحول الإيمان إلى أوروبا وسكن الشيطان عندنا؟ لماذا أصبح المسلمون يخافون من إظهار عقيدتهم حتى في بلدانهم، ولا يتحكم المسلم حتى في وجهه فلا يتمكن من إعفاء لحيته ولا من لبسه الزي الإسلامي بينما يتجاهر الفاسقون بشرب الخمر والزنا وهتك الأعراض ولا يقدر المسلم دفعهم بل ولا حتى أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وقد بلغني أن في بعض البلاد الإسلامية مثل مصر والمغرب من يبعث الآباء بناتهم للبغاء من شده الفقر والبؤس والاحتياج فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
يا إلهي لماذا ابتعدت عن هذه الأمة وتركتها تتخبط في الظلمات، لا، لا، أستغفرك يا إلهي وأتوب إليك، فهي التي ابتعدت عنك عن ذكرك، واختارت طريق الشيطان، وأنت جلت حكمتك، وتعالت قدرتك قلت، وقولك الحق: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين) (1) وقلت أيضا: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) (2).
ولا شك أن ما وصلت إليه الأمة الإسلامية من الانحطاط والتخلف والذلة والمسكنة لدليل قاطع على بعدها عن الصراط المستقيم، ولا شك أن القلة القليلة أو الفرقة الواحدة من بين ثلاثة وسبعين، لا تؤثر في مسيرة أمة بأكملها.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر، أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم).
ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ربنا لا تزغ قلوبنا