يكون هذا من الكاذبين، إن هيبته وعظمته وتواضعه تنبئ حقا أنه من سلالة الشرف، فما كان مني إلا أن أخذت يده وقبلتها رغم ممانعته.
وقام الجميع لقيامي وسلموا علي، وتبعني بعض الصبية من الذين كانوا يجادلونني وطلبوا مني عنواني للمراسلة فأعطيتهم إياه.
اتجهنا من جديد إلى الكوفة بدعوة أحد الذين كانوا في مجلس السيد الخوئي وهو صديق منعم اسمه أبو شبر، نزلنا في بيته وسهرنا ليلة كاملة مع مجموعة من الشبان المثقفين وكان من بينهم بعض طلبة السيد محمد باقر الصدر فأشاروا علي بمقابلته وتعهدوا بأنهم سيرتبون لقائي مع حضرته في اليوم التالي، واستحسن صديقي منعم هذا الاقتراح ولكنه تأسف لعدم إمكانية حضوره لأن له شغلا في بغداد يستلزم حضوره، واتفقنا على أن أبقى في بيت السيد أبو شبر ثلاثة أيام أو أربعة ريثما يعود منعم، الذي غادرنا بعد صلاة الفجر وقمنا نحن للنوم وقد استفدت كثيرا من طلبة العلوم الذين سهرت معهم وتعجبت من تنوع العلوم التي يتلقونها في الحوزة فهم زيادة على العلوم الإسلامية من فقه وشريعة وتوحيد يدرسون العلوم الاقتصادية والعلوم الاجتماعية والسياسية، والتاريخ واللغات وعلوم الفلك وغير ذلك.