محمد كما قرأت ذلك في مقدماتها، وها أنا الآن في بيت السيد محمد باقر الصدر المرجع المشهور في العراق وفي خارج العراق وكلما ذكر اسم محمد صاح الجميع في صوت واحد: (اللهم صل على محمد وآل محمد).
وجاء وقت الصلاة وخرجنا إلى المسجد وكان بجوار البيت وصلى بنا السيد محمد باقر الصدر صلاة الظهر والعصر، وأحسست بأني أعيش وسط الصحابة الكرام فقد تخلل الصلاتين دعا رهيب من أحد المصلين، وكان له صوت شجي ساحر وبعدما أنهى الدعاء صاح الجميع (اللهم صل على محمد وآل محمد) وكان الدعاء كله ثناء وتمجيدا على الله جل جلاله ثم على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وجلس السيد في المحراب بعد الصلاة.
وأخذ بعضهم يسلمون عليه ويسألونه سرا وعلانية وكان يجيب سرا عن بعض الأسئلة التي فهمت أنها تتطلب الكتمان لأنها تتعلق بشؤون خاصة، وكان السائل إذا حصل على الجواب يقبل يده وينصرف، هنيئا لهم بهذا العالم الجليل الذي يحل مشاكلهم ويعيش همومهم.
رجعنا بصحبة السيد الذي أولاني من الرعاية والعناية وحسن الضيافة ما أنساني أهلي وعشيرتي وأحسست بأني لو بقيت معه شهرا واحدا لتشيعت لحسن أخلاقه وتواضعه وكرم معاملته، فلم أنظر إليه إلا وابتسم في وجهي وابتدرني بالكلام، وسألني هل ينقصني شئ، فكنت لا أغادره طيلة الأيام الأربعة إلا للنوم، رغم كثرة زواره والعلماء الوافدين عليه من كل الأقطار، فقد رأيت السعوديين هناك ولم أكن أتصور بأن في الحجاز شيعة، وكذلك علماء من البحرين ومن قطر ومن الإمارات ومن لبنان وسوريا وإيران وأفغانستان ومن تركيا ومن إفريقيا السوداء وكان السيد يتكلم معهم ويقضي حوائجهم ولا يخرجون من عنده إلا وهم فرحون مسرورون، ولا يفوتني أن أذكر هنا قضية حضرتها وأعجبت في كيفية فصلها، وأذكرها للتاريخ لما لها من أهمية بالغة حتى يعرف المسلمون ماذا خسروا بتركهم حكم الله.
جاء إلى السيد محمد باقر الصدر أربعة رجال أظنهم عراقيين عرفت ذلك