معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون.. إحساسنا ونحن نتحدث إليه أننا نقف مع أحد أولئك الذين جاهدوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بدر وأحد وحنين... تخرج الكلمة من قلبه فنشعر بها في أعماق وجداننا، كان كثير الصوم.. دائم العبادة لله تعالى.. أحيانا نبيت معه ليالي كاملة فنراه بالليل قائما قانتا يدعو الله ويتلو كتابه وفي الصباح يدعو الله بكلمات لم نسمع بها من قبل، كلمات يناجي بها ربنا عز وجل هي بلا شك ليست لبشر عادي، لأبدأنها من قول الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن عجبا لم نسمع بها من قبل، ولم نقرأها ضمن مناهجنا الدراسية ولا في كتبنا الإسلامية... فنضطر إلى سؤاله ما هذا الذي تقرؤه؟! فيجيبنا بأنه دعاء الصباح لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فنوجم مبهوتين.
كثيرا ما كان يثير الحديث عن أهمية التدين والدين والبحث عن سبل النجاة قبل أن يأتي الأجل المحتوم وهذا الحديث كان يثير فينا إحساسا بالمسؤولية يؤرقنا فكنا نتحاشى فتح الحوار معه من الأساس. إلى أن جاء يوم ابتدأنا معه حوارا صريحا - بعد أن لاحت لنا في الأفق أشياء استغربناها - حول هذا الدين الذي يتعبد به إلى الله تعالى، وأول معلومة ثبتت لدينا أنه جعفري إمامي اثنا عشري " شيعي "! وانطلقنا معه في حوارات قوية باعتبارنا متمسكين بمذهب أهل السنة والجماعة أولا أقل (ذلك ما عليه آباؤنا ونحن على آثارهم سائرون) وكان النقاش يمتد لساعات طويلة وكانت حجته قوية بينة مدعمة بالأدلة والبراهين العقلية والنقلية، ولم يعتمد في طول حواره معنا على كتاب أو مصدر شيعي مما يعملون به بل كان يرشدنا إلى مصادر أهل السنة والجماعة لنجد صدق ادعائه، ورغم أن حديثه وأدلته وبعض الكتب التي قرأناها كانت تحدث فينا هزة داخلية إلا أننا كنا نكابر ولا نظهر له من ذلك شيئا... وعندما نجتمع بعيدا عنه كنا نأسف لحاله ونصفه بأنه مسكين - رغم تدينه المخلص - بدأ