بعينه، ولكنه كان كذلك عند الجميع، وأن ما ينقص الواحد منهم يكمله الآخر، ومن ثم فقد تضافروا جميعا " على نقله مكتوبا "، وإن تقاصر بعضهم عن كتابته كمل الآخر، وكان الكمال النقلي جماعيا "، وليس أحاديا ".
والأمر الذي لا ريب فيه أن القرآن الكريم إنما كان كله مسجلا " في صحف قبل أن ينتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى (1)، ومن ثم فإن ما قام به الصديق أبو كبر رضي الله عنه (11 - 13 ه / 632 - 634 م)، إنما كان جمع القرآن كله في مصحف، جمعت مما كان محفوظا " في صدور الرجال، وبما كان يكتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حفظ هذا المصحف الشريف عند الصديق، ثم عند الفاروق عمر (13 - 23 ه / 634 - 644 م) من بعده، ثم عند أم المؤمنين حفصة، رضي الله عنهم أجمعين (2).
وفي عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه (24 - 35 ه / 644 - 656 م) جمع القرآن الكريم في مصحف في العام الرابع والعشرين - أو أوائل العام الخامس والعشرين من الهجرة - ثم كتب منه سبعة مصاحف (3)، وبعث بواحد منها إلى كل من مكة والشام واليمن والبحرين والبصرة والكوفة، وحبس بالمدينة واحدا " (4).