بطريق التبعية لهم، لأنهم قد استحقوا تلك المنازل بما أسلفوا من الطاعات في الدنيا، فرسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد المرسلين، وإمام المتقين، أولى بهذه الكرامة، أن يدخل الله تعالى عصاة ذريته الجنة، تبعا " له، ويرضى عنهم برضاه عنه صلى الله عليه وسلم (1).
روى الإمام الطبري في تفسيره، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليرفع ذرية المؤمن إليه في درجته، وإن كانوا دونه في العمل، لتقر بهم عينه، ثم قرأ * (والذين آمنوا واتبعتهم (2) ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ) * (3). قال: ما أنقصنا الآباء بما أعطيناه للبنين.
وروى الإمام النسفي في قوله تعالى: * (وألحقنا بهم ذريتهم) * أي نلحق الأولاد - بإيمانهم وأعمالهم - درجات الآباء وقيل: إن الذرية، وإن لم يبلغوا مبلغا " يكون منهم الإيمان استدلالا "، وإنما تلقوا منهم تقليدا "، فهم يلحقون بالآباء، وما ينقص ثواب عمل الآباء شيئا " (4).
وقال الإمام القرطبي في التفسير في قول الله تعالى: * (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم) *، روى عن ابن عباس أربع روايات: الأولى: إن الله ليرفع ذرية المؤمن معه في درجته في الجنة، - وإن كانوا دونه في العمل - لتقر به عينه، وتلا هذه الآية، وروى مرفوعا " عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل ليرفع ذرية المؤمن معه في درجته في الجنة، وإن كان لم يبلغها بعمله، لتقر بهم عينه، ثم قال: * (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان) * - الآية.