الإمامة وأهل البيت - محمد بيومي مهران - ج ١ - الصفحة ١٥٤
وقالت الزيدية إن الإمام علي بن أبي طالب إنما كان مصيبا " في كل حروبه، ضد طلحة والزبير وغيرهما، وأن من قاتل الإمام علي أو حاربه كان على خطأ ووجب على الناس محاربتهم مع علي (1).
ويقول الجارودية من الزيدية: إن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي رضي الله عنه، بالوصف، دون التسمية، وهو الإمام بعده، والناس قصروا حيث لم يتعرفوا الوصف، ولم يطلبوا الموصوف، وإنما نصبوا أبا بكر باختيارهم، فكفروا بذلك، وقد خالف أبو الجارود (زياد بن أبي زياد) - زعيم الجارودية (2) - إمامة زيد بن علي في هذه المقالة، فإنه لم يعتقد هذا الاعتقاد (3).

(١) القمي: كتاب المقالات والفرق ص ١١ (هذا مع ملاحظة أن فرق الزيدية قد اختلفت في الصحابة - بعد الإمام زيد - فالجارودية يطعنون في أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما، ويفسقونهما بل قال بعضهم بكفرهما، والعياذ بالله، (الرازي: اعتقادات فرق المسلمين ص ٥٢ - ٥٣، الكتبي:
فوات الوفيات ٢ / ٣٧، القاضي عبد الجبار المغني ٢٠ - ١٨٥) وبعضهم كان يتبرأ من عثمان رضي الله عنه ويكفره (الأشعري: مقالات الإسلاميين ١ / ١٤٤ - ١٤٥، القاضي عبد الجبار:
المغني ٢٠ / ١٨٤ - ١٨٥، الأصفهاني: مقاتل الطالبين ص ٤٦٨) وبعضهم رضي بخلافة أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما، ولكنهم تهجموا على عثمان وكفروه، كما كفروا عائشة وطلحة والزبير (النوبختي: فرق الشيعة ص ٩، الأشعري: مقالات الإسلاميين ١ / ١٤٥، الشهرستاني:
الملل والنحل ١ / ١٦٤ - ١٦٥، القاضي عبد الجبار: المغني ٢٠ / ١٨٤، الإسفراييني: التعبير في الدين ص ١٧، الصفدي: الوافي بالوفيات ١٥ / ٣٦٠، الجرجاني: التعريفات ص ١٠٧، المقريزي: الخطط ٢ / ٣٥٢، المقدسي: البدء والتأريخ ٥ / ١٣٣).
(٢) القمي: كتاب المقالات والفرق - تحقيق محمد جوار مشكور - طهران ١٩٦٣ ص ١١.
(٣) الجارودية: نسبة إلى مؤسسة زياد بن أبي زياد المنذر العبدي (المتوفى فيما بين عامي.
١٥٠، ١٦٠ ه‍ ٧٦٧، ٧٧٦ م)، ويكنى أبا النجم، ويقال له النهدي والقفي والكوفي، كان من أتباع الإمام محمد الباقر وولده الإمام جعفر الصادق، رضي الله عنهما، ثم تركهما ولحق بالزيدية، ولقبه الإمام الباقر سر خوبا وهو شيطان كان يسكن البحر، وقال عنه الإمام الصادق: إنه أعمى القلب والبصيرة، ويصفه النسائي بأنه متروك وليس بثقة، والجارودية من أهم فرق الزيدية، وإن كانوا هم أنفسهم مختلفين فيما بينهم، وينسبون إلى أئمة أهل البيت العلم اللدني، فطرة وضرورة قبل التعليم، وأن العلم ينبت في صدورهم كما ينبت الزرع المطر، وأن الحلال حلال آل محمد، والحرام حرامهم، والأحكام أحكامهم، وأن صغيرهم وكبيرهم في الظلم سواء، وأنهم يقولون برجعة الإمام المنتظر (وانظر عن الجارودية. الشهرستاني: الملل والنحل ١ / ١٥٧ - ١٥٨، البغدادي: الفرق بين الفرق ص ٣٠ - ٣٢، الأشعري: مقالات الإسلاميين ١ / ١٤١ / ١٥٠، النوبختي فرق الشيعة ص ٥٥ - ٥٧، ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب ٣ / 386، القمي:
المقالات والفرق ص 70 - 72.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست