السيرة بأن أبا بكر هو الذي طلب من النبي صلى الله عليه وآله بأن يتزوج ابنته عائشة، كما طلب عمر من النبي صلى الله عليه وآله بأن يتزوج ابنته حفصة، وقبل رسول الله صلى الله عليه وآله لأن قلبه يسع أهل الأرض كلهم.
قال تعالى: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) (1).
وإذا رجعنا إلى الرواية التي روتها عائشة وقالت فيها بأن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت فأخذ رداءه رويدا وفتح الباب فخرج ثم أجافه، عرفنا كذب الزعم بأنه صلى الله عليه وآله لا يصبر عنها (2).
وهذا الاستنتاج ليس استنتاجا عفويا ألفه الخيال، فإن له أدلة في صحاح السنة، فقد روى مسلم في صحيحه وغيره من صحاح أهل السنة أن عمر بن الخطاب قال: لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وآله نساءه قال: دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون الحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وآله نساءه، وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب، فقال عمر: فقلت لأعلمن ذلك اليوم، قال: فدخلت على عائشة فقلت: يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالت: ما لي وما لك يا ابن الخطاب، عليك بعيبتك! قال: فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها: يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله، والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله لا يحبك، ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وآله، فبكت أشد البكاء... الحديث (3).
إن هذه الرواية تدلنا بوضوح لا يقبل الشك في أن زواج النبي صلى الله عليه وآله