من جمالها وقالت لها: إن النبي صلى الله عليه وآله ليعجبه من المرأة إذا دخل عليها أن تقول له: أعوذ بالله منك، وهذه مليكة تثير فيها حساسية مقتل أبيها وأن قاتله هو رسول الله صلى الله عليه وآله، وتقول لها: أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك، فما كان جواب هذه المسكينة إلا أنها استعاذت من رسول الله صلى الله عليه وآله! وما عساها أن تقول غير ذلك، والناس لا يزالون حديثي عهد بالجاهلية، يأخذون الثأر ويعيرون من لا يثأر لأبيه؟.
بقي لنا أن نتساءل ويحق لنا أن نتساءل: لماذا يطلق رسول الله صلى الله عليه وآله هاتين المرأتين البريئتين واللتين ذهبتا ضحية مكر وخداع عائشة لهن؟.
وقبل كل شئ لا بد لنا أن نضع في حسابنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله معصوم ولا يظلم أحدا، ولا يفعل إلا الحق، فلا بد أن يكون في تطليقهن حكمة يعلمها الله ورسوله صلى الله عليه وآله كما أن عدم تطليق عائشة بالرغم من أفعالها فيه أيضا حكمة، ولعلنا نقف على شئ منها في الصفحات المقبلة.
أما بالنسبة للمرأة الأولى وهي أسماء بنت النعمان فقد ظهرت سذاجتها عندما انطلت عليها حيلة عائشة فأول كلمة قابلت بها رسول الله صلى الله عليه وآله عندما مد يده إليها هي (أعوذ بالله منك) وبالرغم من جمالها البارع فلم يبقها رسول الله صلى الله عليه وآله لبلاهتها.
يقول ابن سعد في طبقاته (ج 8)، ويقول غيره: عن ابن عباس قال: (تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله أسماء بنت النعمان وكانت من أجمل أهل زمانها وأتمه) ولعله صلى الله عليه وآله أراد أن يعلمنا أن رجاحة العقل أولى من الجمال، فكم من امرأة جميلة جرها غباؤها للفاحشة.
أما بالنسبة للمرأة الثانية وهي مليكة بنت كعب والتي عيرتها