وددت أن ذلك كان وأنا حي فهيأتك ودفنتك.
أقول ولعل السر في أن النبي صلى الله عليه وآله ود أن تموت عائشة في حياته فيهيأها ويدفنها أنه صلى الله عليه وآله كان يعلم أن عاقبة أمر عائشة أنها تخرج عن طاعة الله ورسوله وتخالف قول الله تعالى: (وقرن في بيوتكن) وقول رسول الله صلى الله عليه وآله لنسائه في حجة الوداع: (هي هذه الحجة ثم الجلوس على ظهور الحصر في البيوت)، كما - عرف ذلك في باب مستقل من هذا الكتاب - وتعصي النبي صلى الله عليه وآله في قتال علي عليه السلام ويقتل حولها خلق كثير فتكون هي السبب في قتلهم بل هي السبب لفتح باب الفتنة على المسلمين بل باب الكفر - كما سمعت ذلك في باب مستقل أيضا - فأحب صلى الله عليه وآله أن تموت عائشة في حال حياته لتسلم من هذه الجريمة العظمى، وهي الخروج على إمام زمانها والتسبب بقتل خلق كثير من المسلمين وفتح باب الفتنة والكفر عليهم، كي لا تدخل النار وتستحق العذاب الأليم، ولكنه صدق الله تبارك وتعالى حيث خاطب نبيه صلى الله عليه وآله في كتابه المجيد قال: (أأنت تنقذ من في النار) فراجع سورة الزمر.
من أين لك هذا يا عائشة؟
روي أن معاوية كان يبعث لها بالهدايا والثياب وأشياء توضع في أسطوانها، وبعث لها مرة بمائة ألف دفعة واحدة (1).
كما بعث بها مرة أخرى وهي بمكة طوقا قيمته مائة ألف، كما قضى معاوية كل ديون عائشة التي بلغت ثمانية عشر ألف دينار وكل ما كانت تعطيه للناس (2).