وفتواهم لا تستثني قبة نبي ولا غيره وما أعلنه سلطانهم في الجرائد من أنه يحترم قبة النبي " ص " وضريحه يخالف معتقداتهم جزما ولا يراد منه إلا تسكين الخواطر ومنع قيام العالم الإسلامي ضدهم ولو آمنوا ذلك ما توقفوا عن هدمها وإلحاقها بغيرها بل كانوا بدأوا بها قبل غيرها. وفي بعض اعتذاراتهم أنها قبة المسجد لا قبة النبي " ص "، ومنعوا الزوار من الدنو إلى قبر النبي " ص " وقبور أهل البيت " ع " ولمسها وتقبيلها وأقاموا حرسا بأيديهم الخيزران يمنعون الناس من ذلك إلا إذا قبضوا بعض الدراهم وكان لا يراهم أحد فيشيرون إلى الزائر بالدنو من ضريح النبي " ص " ولمسه وتقبيله والرجوع بسرعة.
ولما شاع في الأقطار الإسلامية ما فعلوه في الحجاز بقبور أئمة المسلمين ومشاهدهم أكبر المسلمون ذلك واعظموه لا سيما ما فعلوه بقبة أئمة البقيع وجاءت برقيات الاحتجاج على ذلك من العراق وإيران وغيرها وعطلت الدروس والجماعات وأقيمت شعائر الحزن في هذه البلدان احتجاجا على هذا الأمر الفظيع.