* هدم الوهابيين القباب والمزارات بالحجاز عام 1343 * لما دخل الوهابيون إلى الطائف هدموا قبة ابن عباس كما فعلوا في المرة الأولى ولما دخلوا مكة المكرمة هدموا قباب عبد المطلب جد النبي " ص " وأبي طالب عمه وخديجة أم المؤمنين وخربوا مولد النبي " ص " ومولد فاطمة الزهراء " ع " ولما دخلوا جدة هدموا قبة حواء وخربوا قبرها كما خربوا قبور من ذكر أيضا وهدموا جميع ما بمكة ونواحيها والطائف ونواحيها وجدة ونواحيها من القباب والمزارات والأمكنة التي يتبرك بها ولما حاصروا المدينة المنورة هدموا مسجد حمزة ومزاره لأنهما خارج المدينة وشاع أنهم ضربوا بالرصاص على قبة النبي " ص " ولكنهم أنكروا ذلك ولما استولوا على المدينة المنورة خرج قاضي قضاتهم الشيخ عبد الله بن بليهد من مكة إلى المدينة في شهر رمضان سنة 1344 ووجه إلى أهل المدينة سؤالا يسألهم فيه عن هدم القباب والمزارات فسكت كثير منهم خوفا وأجابه بعضهم بلزوم الهدم وسيأتي ذكر السؤال والجواب إن شاء الله في فصل البناء على القبور.
وإنما أراد بهذا السؤال تسكين النفوس لا الاستفتاء الحقيقي فأن الوهابيين لا يتوقفون في وجوب هدم جميع القباب والأضرحة حتى قبة النبي " ص " بل هو قاعدة مذهبهم وأساسه وبعد صدور هذا السؤال والجواب هدموا جميع ما بالمدينة ونواحيها من القباب والأضرحة والمزارات فهدموا قبة أئمة أهل البيت بالبقيع ومعهم العباس عم النبي " ص " وجدرانها وأزالوا الصندوق والقفص الموضوعين على قبورهم وصرفوا على ذلك ألف ريال مجيدي ولم يتركوا غير أحجار موضوعة على تلك القبور كالعلامة وهدموا قباب عبد الله وآمنة أبوي النبي " ص " وأزواجه وعثمان بن عفان وإسماعيل بن جعفر الصادق ومالك إمام دار الهجرة وغير ذلك مما يطول باستيفائه الكلام. وبالجملة هدموا جميع ما بالمدينة ونواحيها وينبع وغيرها من القباب والمزارات والأضرحة وكانوا قبل ذلك هدموا قبة حمزة عم النبي " ص " وشهداء أحد كما مر حتى أصبح مشهد حمزة والشهداء والجامع الذي بجانبه وتلك الأبنية كلها أثرا بعد عين ولا يرى الزائر لقبر حمزة اليوم إلا قبرا في برية على رأس تل من التراب وتريثوا خوفا من عاقبة الأمر عن هدم قبة النبي " ص " وضريحه التي حالها عندهم كحال غيرها أو أشد لشدة تعلق المسلمين بذلك وتعظيمهم له وأدلتهم الآتية