بعرفة (وفي الثاني عشر من ذي الحجة) وقع خصام بين عرب الشريف وقوم سعود أدى إلى القتال بالرصاص فمنع الشريف عربه وكف القتال ونزل الناس من منى قبل الزوال ثم رحل سعود إلى بلاده.
* غزو الوهابية العراق سنة 1216 - 1225 وإعادتهما فاجعة كربلاء * يقول المؤلف: (وفي سنة 1216) جهز سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود الوهابي جيشا عظيما من أعراب نجد وغزا به العراق وحاصر كربلاء ثم دخلها عنوة واعمل في أهلها السيف ولم ينج منهم إلا من فر هاربا أو اختفى في مخبأ أو تحت حطب ونحوه ولم يعثروا عليه وهم جيران قبر ابن بنت رسول الله " ص " السبط الشهيد ونهبها وهدم قبر الحسين (ع) واقتلع الشباك الموضوع على القبر الشريف ونهب جميع ما في المشهد من الذخائر ولم يرع لرسول الله (ص) ولا لذريته حرمة وأعاد بأعماله ذكرى فاجعة كربلاء ويوم الحرة وأعمال بني أمية والمتوكل العباسي ويقول أهل العراق - وهم أعلم بما جرى في بلادهم -:
أنه ربط خيله في الصحن الشريف وطبخ القهوة ودقها في الحضرة الشريفة. وقال العلامة السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة وفي عصره كان غزوهم للعراق: إن سعودا الوهابي الخارج في أرض نجد اخترع ما اخترع في الدين وأباح دماء المسلمين وتخريب قبور الأئمة المعصومين فأغار في السنة المذكورة على مشهد الحسين (ع) وقتل الرجال والأطفال وأخذ الأموال وعاث في الحضرة المقدسة فأفسد بنيانها وهدم أركانها.
(قال): وفي الليلة التاسعة من شهر صفر سنة 1221 قبل الصبح هجم علينا سعود الوهابي في النجف ونحن في غفلة حتى أن بعض أصحابه صعد السور وكادوا يأخذون البلد فظهرت لأمير المؤمنين عليه السلام المعجزات الظاهرة والكرامات الباهرة فقتل من جيشه كثير ورجع خائبا.
(قال): وفي جمادى الآخرة سنة 1222 جاء الخارجي الذي اسمه سعود إلى العراق بنحو من عشرين ألف مقاتل أو أزيد فجاءت النذر بأنه يريد أن يدهمنا في النجف الأشرف غيلة فتحذرنا منه وخرجنا جميعا إلى سور البلد فأتانا ليلا فرآنا على حذر قد أحطنا بالسور بالبنادق والأطواب فمضى إلى الحلة فرآهم كذلك ثم مضى إلى مشهد الحسين (ع) على حين غفلة نهارا فحاصرهم حصارا شديدا فثبتوا له خلف السور وقتل