فوجدوا عقائدهم فاسدة وكتب قاضي الشرع حجة بكفرهم وسجنهم فسجن بعضهم وفر الباقون. ثم في دولة الشريف أحمد المتوفى سنة 1195 أرسل أمير الدرعية بعض علمائه فناظرهم علماء مكة وأثبتوا كفرهم فلم يأذن لهم في الحج " انتهى ملخصا ".
وهذا المذهب وإن كان ظهوره وانتشاره في زمن محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر إلا أن بذره قد بذر قبل ذلك من زمن أحمد بن تيمية في القرن السابع وتلميذه ابن القيم الجوزية وابن عبد الهادي ومن نسج على منوالهم. وقد عثرنا فيه على رسالة لمحمد ابن إسماعيل الأمير اليمني الصنعاني المولود سنة 1059 والمتوفى سنة 1182 كما عن كتاب البدر الطالع للشوكاني، سماها تطهير الاعتقاد عن أدران الالحاد وسيأتي النقل عنها في محاله وهذا الرجل كان معاصرا لابن عبد الوهاب.
وعن كتاب أبجد العلوم للصديق حسن خان القنوجي: كان المولى العلامة السيد محمد ابن إسماعيل الأمير بلغه من أحوال النجدي ما سره فقال قصيدته المشهورة:
سلام على نجد ومن حل في نجد * وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي (1) ثم لما تحقق الأحوال من بعض من وصل إلى اليمن وجد الأمر غير خال من الأدغال وقال:
رجعت عن القول الذي قلت في نجد * فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي " انتهى " وعن محمد بن إسماعيل المذكور أنه قال في شرح القصيدة المذكورة المسمى بمحو الحوبة في شرح أبيات التوبة: لما بلغت هذه الأبيات نجدا يعني الأبيات الأولى وصل إلينا بعد أعوام رجل عالم يسمى الشيخ مربد بن أحمد التميمي وذلك في صفر سنة 1170 وحصل بعض كتب ابن تيمية وابن القيم بخطه ثم عاد إلى وطنه في شوال من تلك السنة