القريبة منه فأطاعوه وكان في الطائف الشريف عبد المعين وكيلا عن أخيه الشريف غالب فأرسل إليه المضايفي كتابا يدعوه فيه إلى التوهب وأول من أطاعه من القبائل الطفحة ثم النفعة والعصمة فغزا بهم على الزوران فأطاعوه بعد قتال ثم غزا عوفا فكسروه ثم خرج على العرج فهزمهم وأحرق دورهم ونهب مواشيهم فجمع الشريف غالب ما ينوف عن ثلاثة آلاف وأرسلهم إلى الطائف.
* هجوم الوهابيين على الطائف سنة 1217 * وخرج المضايفي من حصنه قاصدا الطائف فخرج إليه الشريف عبد المعين فاقتتلوا بوادي العرج تمام النهار فكان النصر للشريف عبد المعين وقتل من أصحاب المضايفي نحو الستين ولولا تحصنهم بالجبل ما سلم منهم أحد وأخذ ما معهم من إبل وذخائر وعاد إلى الطائف واستشهد من جماعة الشريف ثلاثة عشر ثم خرج إليهم الشريف غالب بنفسه قاصدا العبيلاء والتقى بأخيه عبد المعين وأحاطوا بالحصن ورموا عليه بالقنابر والمدافع فلم يقدروا عليه فرجعوا إلى الطائف ثم عادوا ثانيا فامتنع عليهم فعادوا إلى الطائف ثم خرج المضايفي ومن معه فأحاطوا بالطائف وجاءه مددا أمير بيشة سالم بن شكبان في عدد كثير ووقع القتال طول النهار وفي المساء تباعدوا عن السور وفي الصباح عادوا وتقاتلوا طول النهار وفي المساء عادوا إلى خيامهم بعدما قتل كثير منهم وفي تلك الليلة تفرق عن الشريف من معه من الأعراب وعالجهم على البقاء فامتنعوا وظهر خلل في السور والأبراج وارتحل جماعة من الأشراف إلى مكة وفي الغد أخبر الشريف بذلك وقيل له إن المضايفي وابن شكبان يريدان التوجه بمن معهم إلى مكة فأرسل من يكشف الخبر فأخبره أنه رآهم نازلين من ريع التمارة فتحقق عنده الخبر فأعطى العسكر ومن بقي معه من البوادي لكل واحد عشرة مشاخصة وحرضهم على القتال وتوجه هو إلى مكة عن طريق المثناة فوقع الفشل فيمن بالطائف وخرج رجل يسمى دخيل الله بن حريب فلحق بالوهابيين وأخبرهم بتوجه الشريف إلى مكة فرجعوا إلى الطائف وتقدمهم رجل من كبارهم يسمى عبد الله البويحيت مع دخيل الله وجاء إلى بيت إبراهيم الزرعة وهو من أعز أهل البلد وأغناهم فاتفق معه على مبلغ من المال يدفعه لسلامة أهل البلد فخرج عبد الله ليأتيهم بالأمان فرماه بعض أهل الطائف برصاصة من منارة فقتله فلما علمت الوهابية بذلك حملوا على السور ولم يوجد من يقدر على منعهم.