قرية على ثلاث مراحل من مكة وبلغ خبرهم أهل مكة والحجاج الذين بها من الآفاق خافوا واضطربوا لا سيما لما سمعوا بما جرى على الطائف وكان ممن حج فيها إمام مسقط سلطان بن سعيد ونقيب المكلى وجاء أمير الحاج الشامي عبد الله باشا العظم وأمير الحاج المصري عثمان بك قرجي ومعهما العساكر الكثيرة وشاع يوم التروية أن سعودا نزل عرفة فخاف الناس ثم ظهر كذب ذلك فلم يأت سعود في وقت الحج لكثرة الحجاج كثرة لم يسبق مثلها وبعد تمام الحج نادى منادي الشريف أن يخرج الناس إلى الجهاد فخرج شريف باشا والي جدة بعساكره فتقهقر سعود يومين وجمع الشريف أمراء الحجوج وطلب منهم محاربة الوهابية فلم يوافقوه معتلين بعدم الذخائر فتعهد لهم بها مجانا فلم يقبلوا وقالوا نكاتبه فأن رجع وإلا نحاربه فكاتبوه فأجابهم بالتهديد فاضطربت آراؤهم فطلب الشريف ثانيا منهم محاربته وقال في ركوبنا عليه ناموس للدولة وتكفل بكل ما يحتاجونه فلم يقبلوا وأعادوا الرسل ثانيا فأجابهم كالأول وتهدد من أقام منهم بمكة فوق ثلاثة أيام فعزموا على الرحيل وأعاد الشريف عليهم القول فلم يقبلوا فاجتمع أعيان مكة وذهبوا إلى أمير الحاج الشامي طالبين منه البقاء عشرة أيام فأبى وسافر خامس المحرم سنة 1218 وفي اليوم الثاني سافر أمير الحاج المصري ثم توجه شريف باشا إلى جدة وبقي الشريف غالب وحده فتوجه هو أيضا إلى جدة. " وقال الجبرتي " إن الشريف غالبا طلب من والي جدة وأمراء الحاج الشامي والمصري البقاء معه أياما لينقل ماله ومتاعه إلى جدة فأجابوه بعد أن بذل لهم مالا فبقوا معه اثني عشر يوما ثم ارتحلوا وارتحل بعد أن أحرق داره بمكة " انتهى ".
فأرسل أخوه الشريف عبد المعين كتابا إلى سعود بطلب الأمان لأهل مكة وبذل الطاعة وأن يكون هو عامله فيها وذهب مع الرسول جماعة من أفاضل أهل مكة فاجتمعوا بسعود بوادي السيل على مرحلتين من مكة فقال لهم إنما جئتكم لتعبدوا الله وحده وتهدموا الأصنام ولا تشركوا فقال بعض علمائهم والله ما عبدنا غير الله فمد يده وقال عاهدتكم على دين الله ورسوله توالون من والاه وتعادون من عاداه والسمع والطاعة فعاهدوه فسر بذلك وأمر كاتبه فكتب لهم كتاب الأمان في كاغذ لا يزيد عن خمس أصابع فيه بعد البسملة: من سعود بن عبد العزيز إلى كافة أهل مكة والعلماء والأغوات