حرب في عريق الدسم توهبوا فغنم وعاد سالما (ثم) جهز جيشا بأمرة السيد مبارك فأغار على قوم من حرب توهبوا بموضع يقال له العلم فغنم مواشيهم وصادف في طريقه خمسة وأربعين من الوهابية فقتلهم وأراد الرجوع فمنعه الشريف غالب وأمده بجيش بأمرة السيد سعد فاجتمعا على صلبة وارتحلوا وأقاموا على مران وبثوا الجواسيس فبلغهم أن الوهابي جمع لهم ما لا طاقة لهم به فأرادوا الرجوع فمنعهم الشريف غالب وخرج بنفسه في جيش عظيم حتى وصل مران واجتمع بهما ثم أغار على قوم من قحطان وأخذ مواشيهم ثم أغار على ابن قرملة في القنصلية وقتل منهم مقتلة عظيمة وفر ابن قرملة منهزما ثم عاد إلى رينة وحاربها وقطع نخلها فطلب أهلها الصلح فعفا عنهم وارتحل إلى بيشة فأقر بها جماعة أطاعوه وفر آخرون فأحرق دورهم وارتحل إلى الخرمة فأبادها وجاءه خبر بقدوم الوهابيين في جمع عظيم فأتهم المخبر وبعد يومين أقبلوا في جموعهم والتحم القتال فقتل من الفريقين ما ينوف عن الفين ومن الأشراف نيف وأربعون وكانت الغلبة للوهابية ثم رجع إلى مكة.
* صلح الشريف غالب مع الوهابية * (وفي سنة 1212 في جمادى الأولى) انعقد الصلح بين الشريف غالب وعبد العزيز ابن محمد بن سعود بعد مكاتبات وجعلوا حدودا للأراضي والقبائل التي تحت طاعة الشريف وطاعة ابن سعود وأخذت العهود والمواثيق بينهم على ترك الحرب وأن يحج الوهابيون ونودي بالأمان وحج من علمائهم حمد بن ناصر ومعهم شرذمة منهم ولم يحج أميرهم لأن سليمان باشا والي بغداد جهز عليه جيشا بأمارة علي بك كتخدا فحاصرهم لكنهم دسوا دسائس أفسدوا بها أهل العسكر وفر اميره هاربا (وفي سنة 1214) حج سعود بن عبد العزيز ومعه أناس كثير واجتمع بالشريف غالب في خيمة ضربت لهما بالأبطح (وفي سنة 1215) حج سعود أيضا ومعه جند يزيد على عشرين ألفا وأرسل قبل قدومه هدية للشريف غالب مع حمد بن ناصر وهي خمسة وثلاثون من الخيل وعشر من النوق العمانيات فقبلها الشريف وكافأهم عليها وكان قد احترس قبل قدومهم خوفا من غدرهم فبنى سور الطائف والأبراج التي في أطراف مكة ومداخلها وطلب كثيرا من القبائل وترس جميع المداخل والأبراج فلم يدخل سعود مكة بجيشه قبل الوقوف بل نزل