منهم وقتلوا منه ورجع خائبا وعاث في العراق وقتل من قتل وقد استولى على مكة المشرفة والمدينة المنورة وتعطل الحج ثلاث سنين.
(قال): وفي سنة 1225 أحاطت الأعراب من عنزة القائلين بمقالة الوهابي بالنجف الأشرف ومشهد الحسين (ع) وقد قطعوا الطريق ونهبوا زوار الحسين (ع) بعد منصرفهم من زيارة نصف شعبان وقتلوا منهم جما غفيرا وأكثر القتلى من العجم وربما قيل إنهم مائة وخمسون وبقي جملة من الزوار في الحلة ما قدروا أن يأتوا إلى النجف كأنها في حصار والأعراب ممتدة من الكوفة إلى فوق مشهد الحسين (ع) بفرسخين أو أكثر " انتهى ".
* انتقاض الصلح بين الوهابية والشريف غالب * في خلاصة الكلام إن سعودا ما زال يدس الدسائس بعد الصلح ويكاتب مشايخ الأعراب سرا كشيخ محايل وشيخ بارق فصارا يفسدان القبائل حتى انتقض الصلح وتوهب جميع قبائل الحجاز فأرسل الشريف إلى وزيره بالقنفذة أن يذهب لقتال شيخ محايل ففعل وحصل بينهما قتال شديد فهزمهم الوزير وملك ما في واديهم وأحرق ديارهم وعاد إلى القنفذة ثم بلغه أنهم رجعوا وتجمعوا وصاروا يراسلون أهل تلك الأطراف ويتهددون من لم يطعهم فأخبر بذلك الشريف فجهز جيشا عظيما بأمرة السيد منديل فغزا بني كنانة وقتل منهم مقتلة وجاء الخبر إن أهل حلى توهبوا فجهز الشريف غالب عليهم جيشا بأمرة السيد ناصر بن سليمان فقتل منهم كثيرا وغنم ثم رجعوا إلى مكة ومعهم بعض أهل حلى تائبين وطلبوا من الشريف أن يرسل معهم جيشا ففعل وأمر عليهم السيد منديل فبنى على حلى سورا وجعل فيها كثيرا من الذخائر خوف هجوم العدو وبعد ثمانية أشهر بلغه إقبال الوهابيين بأمرة رجل اسمه حشر وكان فاجرا ختالا وأرسلوا إلى شيخ حلى فاستمالوه على أنهم متى خرجوا لقتالنا تمنعهم من الدخول فأخرج السيد منديل بعض رجاله لقتالهم وبقي هو في البلد في خمسين مقاتلا فنشب القتال وقتل من الفريقين جماعة وانهزم الوهابيون خديعة وجعلوا لهم كمينا فخرج على جماعة الشريف وحجز بين الفريقين حر النهار وأظهر أهل حلى الخيانة فاضطر الشريف منديل إلى الخروج والرجوع إلى مكة (وبلغ) الشريف غالبا إن عربانا بساحل اليمن توهبوا فأرسل عليهم غزية بأمرة السيد