علموا أولادكم محبة آل بيت النبي (ص) - الدكتور محمد عبده يماني - الصفحة ٦٦
مسؤولية البيت وأغنته عن طلب المعاش حتى يكون مع ربه في خلوته وتحنثه، وكلما عاد إليها شجعته وزودته بكل ما يحتاج إليه في صبر، وصدق وثقة، ووقفت إلى جانبه برقة مشاعرها وعواطفها الكريمة المتدفقة، حتى في لحظات الخوف وهو يتلقى أمر الله وكلماته، جاء موقفها العظيم وعونها الكبير فهدأت من روعه، وسكنت من خوفه، فقالت قولتها المشهورة:
" كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق " (1).
إنها كلمات عظيمة لامرأة عظيمة، وموقف شجاع لامرأة حكيمة عاقلة..
ولم تكتف بالتأييد والتثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم على ما رآه وسمعه، بل ذهبت به إلى ابن عمها ورقة، حتى إذا قص عليه ما كان قد فاجأه من أمر الملك حين جاءه في غار حراء، وما سمع وما رأى وما عانى من وطأة اللقاء الأول بين السماء والأرض على حين فترة من الرسل، قال ورقة:
" أبشر يا ابن أخي، هذا هو الملك الذي أنزله الله على موسى، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك من مكة " وكانت إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم في تعجب واستغراب: " أو مخرجي هم "، فرد ورقة بن نوفل: " نعم لم يأت نبي قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا " (2).

(1) من حديث عائشة رضي الله عنها المتفق عليه:
البخاري رقم (3 / 9453، 6982) في كتاب (بدء الوحي) وكتاب (التفسير) في تفسير سورة (اقرأ باسم ربك الذي خلق) وكتاب (التعبير) باب (أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة). فتح الباري (1 / 23، 8 / 715، 12 / 351. ومسلم حديث رقم (160) في كتاب (الإيمان) باب (بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) (1 / 139 - 141).
(2) البخاري رقم: (3، 4953 - 6982) في كتاب (بدء الوحي) وكتاب (التفسير) وكتاب (التعبير). فتح الباري (1 / 23، 8 / 715، 12، 251). مسلم رقم (160) في (الإيمان) باب (بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) (1 / 139 - 141) كما أخرجه أيضا: الترمذي (3636) شرح السنة (7 / 269) سنن البيهقي (7 / 51، 9 / 6). وأحمد في مسنده (6 / 232 - 233) وابن حبان في (الوحي) 1 / 115 - 117) والبيهقي في " الدلائل " (2 / 135 (1 / 137) وابن هشام (1 / 238) وعبد الرزاق في مصنفه (9719).
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 11
2 من هم آل البيت 15
3 فضل آل البيت 21
4 السيد والشريف 26
5 آل البيت هل تحل لهم الصدقة 33
6 ماذا تفعل إذا أساء إليك أحد من آل البيت 37
7 مسؤولية آل البيت 43
8 رأس البيت الكريم سيد الأولين والآخرين: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم 56
9 أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها 59
10 السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها 74
11 الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه 99
12 الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه 118
13 الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه 132
14 استشهاد الحسين رضي الله عنه 145
15 الرأس الشريفة ومدفنه 159
16 علي بن الحسين 161
17 زينب بنت رسول - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنها 172
18 رقية المهاجرة الصابرة رضي الله عنها 176
19 أم كلثوم رضي الله عنها 178
20 إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم 179
21 أمهات المؤمنين رضي الله عنهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: السيدة خديجة الكاملة رضي الله عنها 182
22 السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها 183
23 السيدة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 186
24 السيدة العابدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها 193
25 السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها 196
26 السيدة هند بنت أبي أمية " أم سلمة " رضي الله عنها 198
27 السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها 203
28 السيدة جويرية بنت الحارث المصطلقية رضي الله عنها 209
29 السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها 211
30 السيدة رملة بنت أبي سفيان " أم حبيبة " رضي الله عنها 214
31 السيدة ميمونة الهلالية رضي الله عنها 216
32 السيدة مارية القبطية رضي الله عنها 232
33 أعمامه صلى الله عليه وسلم: حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه 233
34 العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه 237
35 عماته صلى الله عليه وسلم 241
36 سراريه صلى الله عليه وسلم 243
37 مواليه صلى الله عليه وسلم 244
38 خاتمة 245