عن حادثة استشهاد الحسين، حين تحدثنا عن قتل عثمان رضي الله عنه وإن الذين قتلوه كانوا من السبئية الذين عملوا سرا على إثارة العامة والسفهاء في مصر والكوفة والبصرة، ثم جاءوا إلى المدينة المنورة على ميعاد، وقد زوروا الكتب على لسان عثمان رضي الله عنه حتى أنفذوا قتله (1)، وقد اتخذ هؤلاء فيما بعد التشيع لآل البيت قناعا لإخفاء حقيقتهم، وإنفاذ أحقادهم على الإسلام، وأدخلوا في الإسلام عقائدهم الباطنية فقالوا بأن عليا هو الله، وجاءوا بعقائد التقمص والحلول وما تفرع عنها من المذاهب المنحرفة.
الرأس الشريف ومدفنه:
قيل إن يزيد أرسل برأس الحسين وثقله ومن بقي من أهله إلى المدينة فكفن رأسه ودفن عند قبر أمه بقبة أخيه الحسن وقيل أعيد إلى الجثة بكربلاء بعد أربعين يوما من قتله. ولم يثبت بشأن الرأس شئ من ذلك.
وقيل إن يزيد ترك الرأس الشريف بعد صلبه في خزانة السلاح فلم يزل هناك حتى ولي سليمان بن عبد الملك فطيبه وجعل عليه كفنا وصلى عليه ودفنه في المقابر بدمشق فلما دخلت التيمورية إلى الشام نبشوه وأخذوه.
وقال المقريزي في كتابه المواعظ والاعتبار في الخطط والآثار (في شعبان سنة 491 خرج الأفضل أمير الجيوش بعساكره إلى بيت المقدس فدخل عسقلان وكان بها مكان دوري فيه رأس الحسين فأخرجه وعطره وحمله إلى أجل دار بها وعمر المشهد الذي بعسقلان بناه أمير الجيوش بدر الجمالي وكمله ابنه الأفضل. قال ولم يزل الرأس الشريف بالمشهد بعسقلان إلى أن نقل منها إلى القاهرة وكان وصوله إليها في جمادى الآخر 545 ه واستقر الرأس الشريف بالمكان الذي هو فيه.
ورتب فيه صلاح الدين تدريس فقه وحديث ولما وزر معين الدين