الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ١٠١
أدلة القائلين بعدالة كل أفراد الصحابة عند مطالعتي معظم الكتب المؤلفة في الصحابة وجدت أدلتهم التي يستدلون بها على عدالة كل من رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) أدلة عامة، لا يجوز إنزالها على كل فرد، ولو جاز إنزال آيات الثناء على كل فرد لجاز إنزال آيات الذم والعتاب على كل فرد أيضا، وبهذا نقع في التناقض.
وإذا قال قائل: ننزل آيات الثناء على كل فرد منهم، بينما لا ننزل آيات الذم إلا على بعضهم؟!.
أقول: أيضا هذا يوقعنا في التناقض فإذا أثنينا على كل أفرادهم فكيف نذم بعضهم؟!
تم بأي دليل من شرع أو عقل يجيز لنا إنزال آيات الثناء العام على كل فرد؟!.
بأي حق ننزل حديث (خير الناس قرني) على كل الأفراد في القرن الأول، وقد كان في القرن الأول من فسقة المسلمين - فضلا عن الكفار والمنافقين - من تعرف سيرته، كالحجاج، ويزيد، وزياد، وابنه، والمختار، والخوارج، والنواصب، وغلاة الشيعة (160).

(160) ينبغي التنبيه على أن المراد بغلاة الشيعة الذين يتعدون بسب أحد من السابقين كالخلفاء الثلاثة أو طلحة والزبير (علما بأنهما مع أم المؤمنين عائشة قد تابوا ولم يصروا على المعصية كما فعل أهل الشام) وكذلك يعد من غلاة الشيعة من سب بعض المهاجرين أو الأنصار أما سبهم لمحاربي على وبغضهم فليس بأفحش من سب النواصب لعلي علي منابرهم!! ذلك السب الذي يسكت عنه متعصبة النواصب ويزمجرون حول سب الشيعة لمعاوية!!.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست