الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ١٢
تعريف الصحبة لغة الأصل أن الصحبة تعني الملازمة والمخالطة والمعاشرة، ولكن قد تطلق الصحبة من حيث اللغة على من لم يلازم مجازا، بل تطلق على العدو والمقاتل والشاتم ونحو ذلك، وكل هذا جائز لغويا، أما على سبيل المجاز أو للتشابه في صفة ما أو للاشتراك في شئ ما.
لكن الأصل في اللغة أنه عندما تقول إن فلانا صاحب فلانا، يعني أنه لازمه ذات مرة، أو خالطه، أو عاشره، أو ماشاه أو نحو هذا، ولو قدرا قليلا من الصحبة (٥٣).
فاللغة تجيز اشتقاق (صاحب) من (صحب) ولو قليلا أيضا، كما تجيز أيضا إطلاق (صاحب) على من لم يصاحب مجازا، ومن ذلك قوله (صلى الله عليه وسلم) لزوجاته: (أنتن صواحب يوسف) (٥٤)، ويجوز لغة إطلاق الصاحب على من لا يتفق اعتقادا، أو ملة مع المصحوب، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وما صاحبكم بمجنون﴾ (55)، فالخطاب هنا موجه للكفار، وقد جعل الله النبي صاحبهم، ويجوز لغة إطلاق صحبة الحي للميت كقوله

(٥٣) بخلاف العرف إذ العرف لا يطلق الصحبة إلا على طول الملازمة بحيث يصح أن يقال فلق صاحب لفلان، فالعرف أخص من اللغة ولا يدخل فيه المجاز.
(٥٤) صحيح البخاري - كتاب الأذان.
(٥٥) سورة التكوير: ٢٢.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست