الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ١٠٤
يؤخذ بصراحة الحديث، والذي أعرفه أن هذا محل إجماع عند أهل السنة، ومن ادعى خلاف هذا فعليه الدليل.
وقد يقول قائل: أن الصحابة في الذروة في الصلاح من الأمة، فإذا كانت الأمة وسطا وشاهدة على الآخرين فمن باب أولى الصحابة.
أقول: إن أريد بالصحابة هنا المهاجرون والأنصار، ومن سار على نهجهم ممن صحب النبي (صلى الله عليه وسلم) أو غيرهم فنعم، وإن أريد بها كل من رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) ممن ذكروا في الصحابة فهذا غير صحيح، لأن بعض هؤلاء قد شهد عليهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بالنار كقاتل عمار مثلا.
إذن فالقول بأن الصحابة في الذروة من الصلاح إن أريد به ما سبق ذكره فصحيح، وأنا أقول بهذا، بشرط ألا يدخل في الصحابة من ساءت سيرته وخالف دين النبي (صلى الله عليه وسلم) بردة أو فسق ظاهر أو ظلم غالب.
ومن ظن أن الآية تعديل لمثل الوليد بن عقبة، وحرقوص بن زهير ، وقاتل عمار، وبسر بن أبي أرطأة، وأمثالهم، فقد افترى على الله الكذب، أو يكون جاهلا جهلا بليغا، غير محترم لمقام النبوة، ولا ملتفتا للنصوص الشرعية، التي تحذر من كبائر الذنوب والردة.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست