الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ١٥٨
كل هذه الأصناف مترجم لهم في كتاب الصحابة ولا يدخل فيها التابعون بالتعريف الشائع كسعيد بن المسيب وغيره فهؤلاء ليسوا صحابة باتفاق الأصوليين والمحدثين.
وسأعتمد في التصنيف الأخير على كتاب الإصابة لابن حجر مرجعا رئيسيا في تسجيل الشخصيات ومعرفة مرتبة كل فرد منهم.
وهذا العمل ستبين به (من هو الصحابي صحبة شرعية) ومن ألحق بهم من غيرهم حتى لا يخلط الناس بين المهاجرين وأمثال حرقوص بن زهير والوليد.
وهذا التصنيف الذي أنوي القيام به لم يسبقني إليه أحد من قبل والحمد لله فهو جديد في بابه وموضوعه، مع ما فيه من متعة بحث وقيام بحق المهاجرين والأنصار الذي ظلمهم المترجمون لما ترجموا معهم التابعون بغير إحسان، ووجب بذلك - عند مغفلي الصالحين - محبة العدل والظلم، الصلاح والفسق، فكانت القلوب تجمع هذا الحب المتناقض إكراها للنفس حتى تبقى عقيدتها سليمة!! هكذا أفهمها بعض العلماء سامحهم الله معرضين عن نصوص الكتاب والسنة في الولاء والبراء في محبة أهل العدل والصلاح وبغض أهل الظلم والفساد أو على الأقل معرفة الشر وأهل الشر حتى لا يتخذوا قدوة.
أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن يبصرنا بالحق ويعيننا على اتباعه ويبصرنا بالباطل ويعيننا على اجتنابه.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آل محمد.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158
الفهرست