الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ١٢٣
الآثار في ذلك أما الآثار في عدالة الصحابة وفضلهم، فلا تنزل إلا على السابقين أيضا، من المهاجرين والأنصار، وقد وردت آثار كثيرة ينزلها بعض الناس في غير مستحقيها، ومن تلك الآثار:
1. أثر ابن عباس القائل: (إن الله خص نبيه محمدا (صلى الله عليه وسلم) بصحابة آثروه على الأنفس والأموال وبذلوا دونه في كل حال...) ثم تلا الآية (رحماء بينهم...) - قاموا بمعالم الدين، وناصحوا الاجتهاد للمسلمين، حتى تهذبت أسبابه وظهرت آلاء الله، واستقر دينه، ووضحت أعلامه، وأذل بهم الشرك... الخ الأثر، فهذا الأثر أورده الدكتور الشيخ في كتابه (96 / 1)، ولو تدبرنا هذا الأثر لوجدنا أنه لا يصح إنزال هذا الأثر إلا على المهاجرين والأنصار، بل هذا دليل على ذلك، لأن ابن عباس ذكر صفاتهم هنالك، ولا تنطبق تلك الصفات على الطلقاء والعتقاء والأعراب والمنافقين.
2. أثر علي: (لقد رأيت أثرا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فما أرى أحدا يشبههم...) والأثر أورده أبو نعيم الأصبهاني في الحلية (76 / 1) ونقول أيضا من خلال قراءة الأثر نعلم أن علينا لا ينزله على مثل معاوية، وإنما ينزل ذلك على المهاجرين والأنصار!!، والأثر أورده الدكتور في كتابه (97 / 1).
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست