الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ١٥٥
ما الجدوى من البحث؟!
يظن البعض أنه لا جدوى من هذه البحوث وأنها تزيد الأمة تفريقا واختلافا، وأنها تضعف موقفنا أمام الفرق الأخرى، وأن الفائدة العلمية المرتبة عليها قليلة إن لم تكن معدومة؟!.
وللجواب على هذه الآراء أقول:
أولا: ليس هناك حقيقة ليس لها فائدة.
ثانيا: بل التعصب للظلم والجهل والمدافعة عنهما هو الذي أوقع الأمة في هذا الاختلاف الشديد.
نعم لقد اختلفنا كثيرا يوم تناقضنا في معرفة أهل القدوة والتأسي واختلفنا أكثر عندما ندعي اتباع نصوص الكتاب والسنة، بينما إن دعانا الآخرون للكتاب والسنة ندعوهم لقول فلان وفهم فلان.
واختلفنا يوم أصبح عندنا معاوية مجتهدا كعلي وعثمان وأبي بكر وعمر؟! فساوينا بين من لم يجتهد أصلا بهؤلاء السابقين، اختلفنا عندما قلنا إن الوليد بن عقبة (عدل مرضي) والله يقول عنه (فاسق)!!
اختلفنا عندما نعتبر ساب أبي بكر وعمر كافرا ليس له توبة، بينما ساب علي مأجور أجرا واحدا فقط!!.
اختلفنا عندما تركنا عليا وأهل بيته للروافض ليدافعوا عنهم، وتشبثنا بظلمة الطلقاء والأعراب، وأصبحنا نراهم قريبين في الفضل والعدالة والمرتبة من السابقين، اختلفنا عندما ندعي طلب الحق، ثم لما يعرض لنا الآخرون هذا الحق نصد عنه، وهم يصدون عن الحق الذي نقول به أيضا، فالتظالم مشترك إلا عند من رحم ربك.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 » »»
الفهرست