الدليل الرابع:
قوله تعالى: ﴿وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير﴾ (84).
أقول: الغريب أن بعض الناس يستدل بهذه الآية على أن كل الصحابة (حسب مفهومهم للصحبة) في الجنة!!، لأن الله قد وعد المتقدمين منهم والمتأخرين بالجنة، ووعده حق لن يخلفه!؟.
أقول: إما أن تكون هذه الآية تشمل المهاجرين والأنصار (من أنفق من قبل الفتح وقاتل)، وتفضلهم على من جاء بعدهم إلى فتح مكة فقط، ولا تشمل الطلقاء، ولا العتقاء، ولا غيرهم، ممن لم يقاتل ولم ينفق في هذه الفترة، لأن سورة الحديد نزلت قبل فتح مكة، وعلى هذا فلا يشملهم الثناء، ثم هي مقيدة بالإنفاق والقتال، مثلما الثناء على المهاجرين والأنصار لا يشملنا، فكذلك الثناء على المسلمين من بعد الحديبية إلى فتح مكة لا يشمل من أسلم في الفتح أو بعد ذلك.
وإما أن تكون الآية شاملة لهؤلاء ولنا من باب الأولى، لكن هناك شرط (الإحسان) الذي سبق في الآية السابقة، بمعنى أن الله وعد بالجنة