الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ٢٦
الدليل الثاني:
قول الله عز وجل ﴿والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم﴾ (77).
فهنا أخبر الله عز وجل بثلاث طوائف كانت كلها في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم):
الطائفة الأولى:
السابقون من المهاجرين - وهذا قيد يخرج المتأخرين من المهاجرين (78) كخالد بن الوليد رضي الله عنه، ولا يدخل فيهم أبناء المهاجرين، ولا رجال الوفود، إن لم يبقوا في المدينة حتى ولو أسلموا قبل الحديبية، إلا بدليل خاص (79).

(٧٧) سورة التوبة: ١٠٠.
(٧٨) تختص (الهجرة الشرعية) بالسابقين من المهاجرين، أما الهجرة العرفية أو العامة فيدخل فيها المتأخرون من المهاجرين، والفرق بين الاثنين أن الهجرة الشرعية كانت أيام الضعف والحاجة بعكس الأخيرة.
(٧٩) الوافدون إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل الحديبية يمكن أن يطلق عليهم اسم الهجرة لكنها ليست (الهجرة الشرعية) التي نزلت في مدحها النصوص القرآنية، لأن هذه الهجرة الشرعية تقتضي البقاء في المدينة مع الجهاد وإنفاق المال في سبيل الله مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في المدينة، وستأتي الأدلة على ذلك.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 26 27 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست