الدليل السادس:
قوله تعالى: ﴿إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا: كنا مستضعفين في الأرض، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها، فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا، إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا﴾ (89).
أقول: هذا أيضا من أكبر الأدلة على تعذيب بعض الصحابة (حسب التعريف المشهور عندنا)، الذين لم يهاجروا، وعلى هذا فلم ينصروا الرسول (بالقتال والمال)، وعلى هذا فلا يستحقون اسم (الصحبة الشرعية)، رغم أنهم كانوا مسلمين بمكة قبل أن يهاجروا، ولم يستفد منهم النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحابته، ولم يكابدوا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) المتاعب ولا الأخطار، ولم ينفقوا ولم يقاتلوا أيام الحاجة إليهم، وعلى هذا فقد أنذرهم الله بعذاب جهنم - نسأل الله السلامة -، ولم يستثن منهم إلا المعذور من ضعفاء الرجال ومن النساء والولدان، الذين لا يستطيعون الهجرة.