الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ١٢٠
إذن فأتت ترجو من الله أفضل مما عند بعض أولئك، وعلى هذا فلماذا لا يفضل بعض الصالحين على بعض هؤلاء ممن يطلق عليهم صحابة (صحبة عامة أو لغوية) (185).
وقد أشار شراح الحديث للسبب الذي فضل به عبد الرحمن بن عوف وأمثاله على خالد بن الوليد وأمثاله من حصول النصرة والاتفاق أيام (الضرورة وضيق الحال ومزيد الإخلاص والنية.. وشدة الاحتياج..)، وهذه هي الصحبة الشرعية التي لم ينلها إلا المهاجرون والأنصار، فهم الذين صحبوا النبي (صلى الله عليه وسلم) أيام الحاجة والذلة والأنصار، أما من جاء بعد الاستغناء والسعة والرزق فهذه وإن كانت صحبة من حيث اللغة، لكنها لا تعدل الصحبة الشرعية بالصفات السابقة.
5. حديث (بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جلوس إذ طلع راكبان حتى أتياه، قال فدنا أحدهما ليبايعه فلما أخذ بيده قال: يا رسول الله: أرأيت من رآك وآمن بك واتبعك وصدقك ماذا له؟: قال: طوبى له، قال: فمسح يده وانصرف، ثم أتاه الآخر حتى أخذ يده ليبايعه فقال: يا رسول الله أرأيت من آمن بك واتبعك وصدقك ماذا له، قال: طوبى له ثم طوبى له (186).
أقول: هذا ليس بأبلغ من الوعد لعموم المؤمنين بالجنة في نصوص القرآن الكريم، فضلا عن نصوص السنة النبوية، ثم نعم من أتبع النبي (صلى الله عليه وسلم) وآمن به وصدقه لكان - إن شاء الله في الجنة -، ولو لم يره لكن النزاع فيمن لم يحسن الاتباع من هؤلاء أو هؤلاء، فنحن

(185) إذن نعم هناك فرق بين الصالحين في كل زمان وبين هؤلاء ممن لعنهم النبي (صلى الله عليه وسلم) أو دعا عليهم أو وصفهم بالفسق، بمعنى أن الصالحين حتى اليوم أفضل من هؤلاء لا يشك في هذا من رزقه الله شيئا من العلم أو العقل.
(186) مجمع الزوائد (18 / 15) وقال إسناده حسن والحافظ في الإصابة (127 / 4).
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست