أقول: هناك فرق بين عمل عبد الرحمن بن عوف وأمثاله أيام الحاجة إليهم وبين أعمال خالد - على فضلها - أيام الاستغناء عن الناس، فكيف بالفرق بين أعمال عبد الرحمن بن عوف وأمثاله، وأعمال من أسلم خوفا من السيف ككثير من الطلقاء، فلا ريب أن الفرق واسع جدا، ولكن الغريب أنه مع استدلالنا بهذا الحديث هنا في الفرق الواسع بين عبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليد، إلا أننا ننساه عند التفريق بين علي ومعاوية!!، مع أن عليا أفضل من عبد الرحمن بإجماع أهل السنة، وخالد أفضل من معاوية بإجماع أهل السنة أيضا، ومع ذلك فعندما يتقاتل علي ومعاوية لا نتذكر هذا الحديث!!، وإنما نأتي بقاعدة (كل الصحابة عدول)!! لنطمس بها هذا الحديث ونحوه، مما يفرق بين السابقين واللاحقين، فكيف بين أول من أسلم والطلقاء المقاتلين للدنيا، الذين شهد أصحابهم قبل خصومهم بأن قتالهم للدنيا (184).
إذن فيمكن أن يكون بعض التابعين أو صلحاء التابعين أفضل من المهاجرين بعد الحديبية كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص، فكيف بمن بعدهم كالطلقاء والعتقاء والأعراب، فكيف بمن ورد فيه النص بالذم أو اللعن أو الوعيد بالنار، ولو قيل لبعضنا هل تريد أن يبعثك الله مع من لعنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو حكم عليه بالنار لقال لا، إذن فما تقول في الحكم بن أبي العاص الذي لعنه النبي (صلى الله عليه وسلم) ونفاه إلى الطائف، وماذا تقول في أبي الغادية الجهني، وصاحب الشملة، وقزمان، وغيرهم ممن تعرف سيرته بعد البحث في الأحاديث والروايات الصحيحة؟!.