الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ١١٨
3. قوله (صلى الله عليه وسلم): (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم...) متفق عليه.
أقول: كل عاقل وباحث يعرف أن القرن الأول فيهم ظالمون وأصحاب شر، فالخيرية هنا تطلق على عموم القرن، لوجود النبي (صلى الله عليه وسلم) والمهاجرين والأنصار، ولا يجوز إنزال الحديث على كل فرد من أفراد القرن الأول.
بل هذا الحديث من أكبر الأدلة وأوضحها على أن الثناء العام ينزل على من يستحقه، ولا يدخل فيه من لا يستحقه.
بل حتى لو قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (خير الناس أصحابي ثم الذين يلونهم) لم يفد هذا إلا الثناء على أخيار الصحابة، وهم المهاجرون والأنصار كما سبق سرد الأدلة في ذلك، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) أعلى من أن يتعد صحبة أمثال الحكم والوليد وذي الخويصرة!!.
وبعض العلماء مثل ابن عبد البر يرى أن أهل بدر والحديبية لا يعدلهم أحد بعدهم، بعكس من بعد الحديبية، فيمكن لبعض التابعين أو غيرهم أن يكونوا أفضل منهم (183)، وهذا هو الحق المتفق مع الأدلة التي سبق ذكرها في بداية البحث.
4. حديث (لا تسبوا أصحابي...) قد سبق تفسير هذا الحديث، لكن هنا شبهة يرددها من يرى تفضيل من أسلم بعد الحديبية على كل من جاء بعدهم، دون تفريق بين من أحسن السيرة ومن أساء، فيقولون: (فإذا كان سيف الله خالد بن الوليد لا يساوي مد عبد الرحمن بن عوف ولا نصيفه فكيف بمن بعدهم من التابعين)؟!.

(183) فتح الباري (7 / 7) لأن الأفضلية بالنسبة إلى المجموع لا الأفراد.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست