الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ١٢٩
وأصحابه بدليل خاص (196)، وأما الهجرة إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) في العهد المكي فكانت تابعة لوجوب الإسلام نفسه، إذ لم يكن الإسلام منتشرا فكان يجب على من أراد الإسلام أن يفهمه من النبي (صلى الله عليه وسلم)، ولا ريب أن المهاجر في العهد المكي قام بما يجب عليه من البحث عن الحقيقة ثم الإسلام فهو مأجور على هذا، لكن الهجرة الشرعية الممدوحة في الكتاب والسنة كانت خاصة بمن هاجر إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) في المدينة ونصره وآزره ضد المشركين واليهود، ولولا دخول مهاجرة الحبشة بدليل خاص لما دخلوا في الهجرة الشرعية.
5. الهجرة العامة: التي مرجعها اللغة، يدخل فيها كل من هاجر إلى (صلى الله عليه وسلم) من أصحاب الوفود فأسلم وعاد إلى بلاده، سواء قبل فتح مكة أو بعده، أما التي نفاها النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة إنما هي الهجرة الشرعية وشرعية الهجرة معا، أما مطلق الهجرة فمتعلق باللغة لا بالشرع، ولذلك فالذي يهاجر إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد فتح مكة ليس له فضل شرعية الهجرة ولا اسمها، ولكن يبقى له الفضل في هذا بقدر ما يقدمه للإسلام، كما أن من يهاجر ويقيم مع النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد الحديبية ليس له فضل الهجرة الشرعية ولا اسمها، ولكن يبقى له فضل شرعية الهجرة وفضل ما يقدمه للإسلام، وهكذا.
5. النصرة الشرعية: خاصة بالأنصار (الأوس والخزرج)، ومن في حكمهم كحلفائهم ومواليهم ونسائهم، والأنصار هم الذين بايعوا النبي

(196) مثلما بايع النبي (صلى الله عليه وسلم) عثمان بن عفان على نيله الأجر ببدر ولم يشهدها وكذلك سعيد بن زيد وغيره ممن كلفهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بمهام أو عذرهم بأعذار فجعفر وأصحابه من مهاجرة الحبشة أثبتت لهم النبي (صلى الله عليه وسلم) الهجرتين.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست