الدليل الخامس:
قوله تعالى: ﴿والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون، لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين...﴾ (174). والسورة مكية وهذه الآيات مكية!!.
أقول: بعضهم فسر هؤلاء (الذي جاء بالصدق وصدق به) بأنهم الصحابة ومن هؤلاء ابن تيمية!!.
أقول: ابن تيمية - على جلالته - يتشدد في اعتبار مسألة السور المكية والمدنية عند التصحيح والتضعيف إذا كانت في فضل علي وأهل البيت، كما فعل في زعمه بأن سورة الإنسان مكية بالإجماع!!، حتى ينفي عن علي وفاطمة رضي الله عنهما ما ذكره بعضهم من أنه نزل في حقهم (175) (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)، بينما نجده هنا لا يشير إلى مكية سورة الزمر، التي فيها هذه الآيات التي عمم فضلها على كل الصحابة!! (176)، مع أن السورة لو كانت مدنية لما نزل الثناء إلا على المهاجرين والأنصار بدلالة الآيات الأخرى.