الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ١٠٧
أقول: هذا القول اتهام منكم للمفسرين بالتناقض، فأنتم تقولون أن قولهم بعدالة الصحابة ينقض قولهم في الوليد وأمثاله!!.
وأنا أقول إن قولهم بعدالة الصحابة لا يعنون بها إنزال هذه العدالة على كل فرد، ولو كانوا يعتقدون ذلك لوقعوا في التناقض.
ثم أنا لم آخذ بأقوال المفسرين في الوليد، وإنما بحثت أسانيد القصة البالغة نحو عشرة أسانيد، واتضح لي صحة القصة، ثم استأنست بإجماع المفسرين تقريبا على ذكر القصة، والاحتجاج بها وتصحيحها، بينما لا تجدون أنتم إسنادا واحدا صحيحا صريحا يقول بعدالة كل الصحابة، إلا إذا أريد بأولئك المهاجرون والأنصار (168).
ثم قد نقل بعض المفسرين قول عمر في تفسير الآية السابقة (كنتم خير أمة أخرجت للناس) بقوله: (لو شاء لقال (أنتم) فكنا كلنا، ولكن قال (كنتم) في خاصة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن صنع مثل صنيعهم كانوا خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).
أقول: انظروا إلى قول عمر: (في خاصة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) فلو قال (في خاصة أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لكفى وإنما زاد - رضي الله عنه - (من) التبعيضية للدلالة على بعض الصحابة وليسوا كلهم بدلالتين من قول عمر وهما:
1. لفظة (خاصة).
2. من التعيضية.

(168) بعض الأخوة يرى ثناء بعض السلف على كل الصحابة فيظن أن هذا الرجل الصالح من السلف يعتقد أن كل من رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) فهو صحابي من حيث لا يريد ذلك العالم، فبعض العلماء يطلق الثناء على الصحابة ويريد بذلك المهاجرين والأنصار أو يريد بذلك من لم يظهر ظلمه أو فسقه على الأقل، فنأتي نحن ونعمم قوله على كل من ترجم له في الصحابة!!.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست