العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ٩٨
وقال خالد بن أبي عمران المصري: دخل علينا عكرمة إفريقية وقت الموسم فقال وددت أني اليوم بالموسم بيدي حربة أضرب بها يمينا وشمالا وقال أبو سعيد بن يونس في (تاريخ الغرباء) وبالمغرب إلى وقتنا هذا قوم على مذهب الأباضية يعرفون بالصفرية يزعمون أنهم أخذوا ذلك عن عكرمة.
وقال يحيى بن بكير: قدم عكرمة مصر فنزل بها دارا وخرج منها إلى المغرب. فالخوارج الذين بالمغرب أخذوا عنه.
وأما من طعن فيه بأخذ جوائز الأمراء فقد قال أحمد: كان ابن سيرين لا يرضاه، وكان يرى رأي الخوارج وكان يأتي الأمراء يطلب جوائزهم ولم يترك موضعا إلا خرج إليه. انتهى باختصار.
وزاد ابن حجر في تهذيب التهذيب، فروى عن العباس بن مصعب أن عكرمة كان يدور البلدان يتعرض.
وقال ابن علية ذكره أيوب فقال كان قليل العقل وذكر أن جنازته وجنازة كثير عزة اتفقنا عند باب المسجد بالمدينة فصلى الناس على كثير وتركوا عكرمة فما شهده إلا السودان (11).
وقال نقل الإسماعيلي في (المدخل) إن عكرمة ذكر عند أيوب من أنه لا يحسن الصلاة فقال أيوب أو كان يصلي!
وروى أن ابن أبي ذئب كان يقول: كان عكرمة غير ثقة وقد رأيته. انتهى.
وأقول: قد ذكر الحافظ على ما نقله فرد ما طعنوا به في عكرمة على عادتهم في تحقير أو تأويل فواقر من تعصبوا له ولو بالمغالطة والسفسطة، وكتب في تهذيب التهذيب نحو عشر صفحات في ترجمته لا حاجة لنا بنقل شئ منها غير ما تقدم نقله لأن قصدنا الموازنة بين ما عاملوا به أعداء الله النواصب وما عاملوا به أهل بيت نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم وشيعتهم.
فعكرمة قد كذبه الأئمة بل وضربوا المثل بكذبه لظهوره وفشوه وشهرته، فتذكر ما نقله الحافظ عن ابن عمرو وابن المسيب وابن سيرين وعطاء ويحيى وصنيع علي بن عبد الله ومنع مالك عن الأخذ عنه وليس مالك ممن ينهى عن الحق وتقرير الشافعي لأمر مالك وتكذيب ابن القاسم عكرمة.

(11) ابن عليه هو أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم من فقهاء الحديث. ت: 193 ه‍. والسودان يقصد بهم هنا أهل القارة السوداء من العبيد..
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست