العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ١٠١
وأعلم الناس بالقرآن ثم بما * سن الرسول لنا شرعا وتبيانا صهر النبي ومولاه وناصره * أضحت مناقبه نورا وبرهانا وكان منه على رغم الحسود له * مكان هارون من موسى بن عمرانا وكان في الحرب سيفا صارما ذكرا * ليثا إذا لقي الأقران أقرانا ذكر قاتله والدمع منحدر * فقلت سبحان رب العرش سبحانا إني لأحسبه ما كان من بشر * يخشى المعاد ولكن كان شيطانا أشقى مراد إذا عدت أفاعلها * وأخسر الناس عند الله ميزانا كعاقر الناقة الأولى التي جلبت * على ثمود بأرض الحجر خسرانا قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها * قبل المنية أزمانا فأزمانا فلا عفا الله عنه ما تحمله * ولا سقى قبر عمران بن حطانا بقوله بيت شعر ضل مجترما * ونال ما ناله ظلما وعدوانا بل ضربة من غوى أورثته لظى * مخلدا قد أتى الرحمن عصيانا كأنه لم يرد قصدا بضربته * إلا ليصلي عذاب الخلد نيرانا (13) ومنهم أبو المظفر طاهر بن محمد الأسفرائيني فقال:
كذبت وأيم الذي حج الحجيج له * وقد ركبت ضلالا منك بهتانا لتلقين بها نارا مؤججة * يوم القيامة لا زلفى ورضوانا تبت يداه لقد خابت وقد خسرت * وصار أبخس من في الحشر ميزانا هذا جوابي لذاك النذل مرتجلا * أرجو بذلك من الرحمن غفرانا (14).
ولله الحميري إذ يقول:
لا در در المرادي الذي سفكت * كفاه مهجة خير الخلق إنسانا قد صار مما تعاطاه بضربته * مما عليه من الإسلام عريانا أبكى السماء لباب كان يعمره * منها وحنت عليه الأرض أحيانا

(13) انظر الكامل لابن الأثير ج 3 ذكر مقتل علي بن أبي طالب.
(14) الأسفرائيني هو شاهفور بن طاهر بن محمد عماد الدين ت: 471 ه‍.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست