مدخل من بين الكثير من أمهات الكتب التي تعرضت للرجال والرواة لا يوجد كتاب واحد يتعرض بالنقد لعلم الجرح والتعديل والقواعد التي وضعها الفقهاء في معرفة الرواة وتجريحهم أو تعديلهم.
تلك القواعد التي دانت بها الأمة وتوارثتها جيل بعد جيل...
لا يوجد من تعرض بالنقد للبخاري مثلا الذي اعتبره الفقهاء أصح الكتب بعد كتاب الله - وطريقته في تناول الأحاديث ونقلها..
لا يوجد من تعرض لكتب الأحاديث وطالب بغربلتها.
لا يوجد من تعرض بالنقد للرجال الذين عدلهم الفقهاء وتلقوا رواياتهم بالقبول والتسليم.
ودعا إلى إنصاف الطرف الآخر محل التجريح وإعادة النظر في الروايات التي نبذت بسبب تجريحهم..
ويعود السبب في ذلك إلى ثلاثة عوامل:
الأول: السياسة والحكام..
الثاني: الخوف والارهاب.
الثالث: نبذ الاتجاهات الأخرى وتغييبها..
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا إنما يفتح الباب على مصارعه لنبذ عقل الماضي وتبنى عقل الحاضر في مواجهة قضية تراثية من أكثر قضايا التراث حساسية. ألا وهي قضية الرواة والروايات.
وسوف يجد القاري من خلال موضوعات الكتب كيف أن هذه العوامل الثلاثة التي أشرنا إليها قد انعكست بشكل صارخ على الرواة والروايات وأدى الأمر إلى بروزكم من الروايات المختلفة المنسوبة للنبي (ص) والتي أسهمت في تشكيل عقل الأمة وصياغة شخيتها وبروز