العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ١٠٠
وقال أبو داود: ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج ثم ذكر عمران هذا وغيره ثم قال قال العقيلي: حدث عن عائشة ولم يتبين سماعه منها. انتهى من مقدمة الفتح.
وقال في تهذيب التهذيب بعد أن ذكر مقال ابن أبي داود السابق نقله في المقدمة ورده وأبطله كما تقدم بيانه قال: وقال العقيلي: عمران بن حطان لا يتابع وكان يرى رأي الخوارج يحدث عن عائشة ولم يتبين سماعه منها انتهى. ثم قال وكذا جزم ابن عبد البر بأنه لم يسمع منها. انتهى بتصرف.
قلت: لعل الشيخ يشير إلى ما نقله من أن الخوارج كانوا إذا هووا أمرا صيروه حديثا فتأمل والمنافق إذا حدث كذب وإذا ائتمن خان وما أبعد العدالة عمن هذه سجيته وشأنه.
وأما ما رثى به عمران ابن ملجم فهو قوله أخزاهما الله ولعنهما:
يا ضربة من تقي ما أراد بها * إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا إني لأذكره يوما فأحسبه * أو في البرية عند الله ميزانا أكرم بقوم بطون الأرض أقبرهم * لم يخلطوا دينهم بغيا وعدوانا لله در المرادي الذي سفكت * كفاه مهجة شر الخلق إنسانا أمسى عشية عشاه بضربته * مما جناه من الآثام عريانا وأقول: لا يشك مسلم أن هذه الأبيات أشد إيلاما للنبي ولعلي من تلك الضربة فمن الوقاحة والإيذاء ذكر ابن ملجم وعمران ومن على شاكلتهما بغير اللعن ممن يدعي الإسلام وقد رد على ابن حطان بعض علماء أهل السنة منهم القاضي أبو الطيب فقال:
وإني لأبرأ مما أنت قائله * في ابن ملجم الملعون بهتانا إني لأذكره يوما فألعنه * دينا وألعن عمران بن حطانا عليك ثم عليه الدهر متصلا * لعائن الله أسرارا وإعلانا فأنتم من كلاب النار جاء لنا * نص الشريعة برهانا وتبيانا ومنهم بكر بن حماد فقال:
قل لابن ملجم والأقدار غالبة * هدمت ويلك للإسلام أركانا قتلت أفضل من يمشي على قدمه * وأول الناس إسلاما وإيمانا
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست