العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ٩٧
والقدح فيه بقبوله جوائز الأمراء.
ورد ذلك بأن البدعة إن ثبتت لا تضر حديثه لأنه غير داعية.
وقبول الجوائز لا يضر إلا عند المتشددين وخالفهم الجمهور.
وأما الكذب فأشد ما روي عن ابن عمر أنه قال لنافع: لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس (9).
وكذا ما روى عن سعيد بن المسيب التابعي إنه قال ذلك لبرد مولاه ثم ذكر أن علي بن عبد الله قيد عكرمة لكذبه على أبيه. وروي عن ابن سيرين أنه قال فيه لما سئل عنه: ما يسؤني أن يدخل الجنة ولكنه كذاب. وكذبه عطاء أيضا وكذبه يحيى ابن سعيد الأنصاري وأمر مالك أن لا يؤخذ عنه.
قال الشافعي وهو يعني مالكا: سئ الرأي في عكرمة قال لا أرى لأحد أن يقبل حديث عكرمة وقال القاسم عكرمة كذاب يحدث غدوة بحديث يخالفه عشية. وقال ابن سعد عكرمة بحر وتكلم الناس فيه وليس يحتج بحديثه.
وأما من قال أنه يرى رأي الخوارج فروى أنه وفد على نجدة الحروري فأقام عنده تسعة أشهر ثم رجع إلى ابن عباس فسلم عليه فقال: قد جاء الخبيث قال: فكان يحدث برأي نجدة قال وكان نجدة أول من أحدث رأى الصفرية (10).
وقال أحمد كان يرى رأي الخوارج الصفرية وعنه أخذ أهل إفريقية.
وقال ابن المديني إنه كان يرى رأي نجدة.
وقال ابن معين: كان ينتحل مذهب الصفرية ولأجل هذا تركه مالك.
وقال مصعب الزبيري: كان يرى رأي الخوارج، وزعم أن علي بن عبد الله بن عباس كان هو على هذا المذهب.
قال مصعب: وطلبه بعض الولاة بسبب ذلك فتغيب عند داود بن الحصين إلى أن مات.

(9) نافع هو مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب ت: 129 ه‍. ومات عكرمة وكثير عزة الشاعر المشهور في يوم واحد عام 107 ه‍.
(10) نجده بن عامر الحروري نسبة إلى حروراء. وصفة الحروري ارتبطت بالخوارج الذين منهم نجده. والصفرية فرقة من فرق الخوارج.
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست