لو صار بعض هذا من أمثال أحمد أو ابن المديني في أحد الرواة لكفى في ردهم مروياته ولكنه لم يؤثر عند بعضهم في عكرمة لأنه...
ولم ينكر الحافظ صفرية عكرمة ولقد علم أن مبغض علي منافق وأن المنافق كذاب أشر.
وقول الحافظ في عكرمة: إنه غير داعية لا يصح قطعا كيف وقد ذكر أن عكرمة كان يحدث برأي نجدة وأن أحمد قال عنه (أي عن عكرمة): أخذ أهل أفريقية رأي الصفرية وما ذكره عن تاريخ الغرباء وما قاله يحيى بن بكير.
وإلى وقتنا هذا لم يزل في إفريقية أذناب مريدي ذلك المريد المنتحل ومذهبه الرجس.
وليس يصح في الأذهان شئ إذا احتاج النهار إلى دليل.
ودوران عكرمة في البلدان مستجديا متعرضا أكبر دليل على طعمه وسقوطه وقبول الجوائز لون والاستجداء لون آخر.
وكونه ممن لا يحسن الصلاة أو ممن لا يصلي دليل على رقة الدين بل على عدم التدين وكفى باستحلاله دماء المسلمين كما تقدمت الرواية به خبثا وفسقا.
وزهد الناس في الصلاة على جنازته دليل على ظهور حاله للخاص والعام.
قف قليلا أيها المطالع وتأمل بإمعان ما كتبناه ثم اعلم أنه مع هذا كله قد انتدب بعض علمائهم فصنفوا في الذب عن هذا الخارجي البغيض ولكنه فيما أعلم لم ينتدب أحد منهم للذب عن إمام أهل البيت النبوي جعفر الصادق ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما غمزه فإنا لله وإنا إليه راجعون.
(خ د س) عمران بن حطان السدوسي الشاعر المشهور كان يرى رأي الخوارج قال أبو العباس المبرد كان عمران رأس القعدية من الصفرية وخطيبهم وشاعرهم. انتهى (12).
والقعدية قوم من الخوارج كانوا يقولون بقولهم ولا يرون الخروج بل يزينونه، وكان عمران داعية إلى مذهبه، وهو الذي رثى عبد الرحمن بن ملجم قاتل على بتلك الأبيات السائرة وقد وثقه العجلي.
وقال قتادة: لا يتهم في الحديث.