العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ٣٢
أحبارهم ورهبانهم وبديهي بطلان هذا وذاك.
وأما قول الشيخ:
" ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربهم في حروب علي " انتهى.
وأقول وهذا أيضا لا يصح كونه عذرا لهم لأن الحق قتل آباءهم وقراباتهم وقاتلهم منفذ فيهم حكم الله تعالى فهو مأجور ممدوح على قتله لهم.
فإيراد مثل هذه الأقاويل للاعتذار عمن وثق النواصب غالبا واختارهم أئمة له وأساتذة وسلفا، ووهن الشيعة مطلقا ولم يرتض آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أئمة له ولا أدلة ولا قادة، ورغب عن التعلم منهم والتمسك بهم، وزعم أن غيرهم أعلم منهم وأحق بالأمانة في الدين.
إيراد أمثال ما أوضحنا رده لما أشرنا إليه من الأغراض مشاغبة ولا مغالطة لا يتعمد إيرادها ذو قصد حسن وهفوات العلماء لا يحتج بها المنصفون.
وقد انتهى الكلام على نقلناه من كلام الشيخ ابن حجر العسقلاني ويكفي من العقد ما أحاط بالجيد.
فائدة:
قال الشهرستاني في الملل والنحل ما لفظه:
وكبار فرق الخوارج ستة: الأزارقة والنجدات والصفرية والعجاردة والأباضية والثعالبة.
والباقون فروعهم. ويجمعهم القول بالتبري من عثمان وعلى ويقدمون ذلك على كل طاعة ولا يصححون المناكحات إلا على ذلك ويكفرون أصحاب الكبائر ويرون الخروج على الإمام إذا خالف السنة حقا واجبا " انتهى.
فليكن منك ببال فإنه سيمر بك في التراجم ما تحتاج إلى هذا في فهمه حسب اصطلاحهم.
تتمة إعلم أرشدنا الله وإياك لما يحبه أن الجرح منه ما هو مقبول مطلقا ومنه ما هو مردود مطلقا ومنه ما يقبل مفسرا ويرد غير مفسر.
فجرح الثقات الأمناء للمتروكين المشهور أمرهم الذين لا تهمة في جرحهم لهم من عداوة أو مخالفة في المذهب الديني أو السياسي مقبول. وجرح المتهم أو ذي التقية ومثله جرح بعضهم للمشهورة عدالتهم وفضائلهم الكاملة مروءتهم كمولانا جعفر الصادق والشافعي ومالك وأبي
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 35 37 38 39 ... » »»
الفهرست