ثم قال الشيخ: " وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان علامة نفاقه وبالعكس فكذا يقال في حق علي " انتهى.
ونقول قد أوضحنا فيما تقدم أن بالبغض لأجل النصر كفر بواح سواء كان المبغض بسببه إنسانا أو حيوانا أو جمادا. وأن تقييد الشيخ البغض الذي هو نفاق بذلك غفلة إذ به يهدر كلام المعصوم ويبطل. وحققنا أن بغض علي مطلقا وكذا بعض الأنصار من أقوى علامات النفاق والهلاك فارجع إليه ترشد إن شاء الله تعالى.
ثم قال الشيخ " وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة، بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الأخبار " انتهى.
وأقول وهذه أيضا هفوة منه وغفلة عما ثبت عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في البخاري ومسلم وكتب والسنن وغيرهم في مروق الخوارج من الدين وفي ذمهم. ومنه أنهم كانوا مسلمين فصاروا كفارا يمرقون من الدين ثم لا يعودون فيه وللتحذير من الاغترار بحالهم، وما يظهرونه من التمسك والوعظ. يحقر أحدكم صلاته في جنب صلاتهم. وصيامه في جنب صيامهم. يقولون من قول خير البرية يقرأون القرآن يقومونه كالقدح لا يتجاوز حناجرهم. أو ما هذا معناه وهو كثير جدا ومجموعة يفيد القطع بذمهم وفسقهم إن لم يفد كفرهم. وهل بعد بيان رسول الله بيان. ولعل الشيخ سها عما تقدم نقلنا له من كتابيه (تهذيب التهذيب) و (لسان الميزان) من اعتراف بعض من تاب منهم بأنهم كانوا إذا هووا أمرا صيروه حديثا. أفبعد هذا يسوغ أن يقال في كلاب النار وشر الخلق والخليقة كما في الحديث ما زعمه الشيخ آنفا! حاشا وكلا بل الخوارج من أفسق خلق الله وأكذبهم والكذب من صفة المنافق (والله يعلم أن المنافقين لكاذبون) وهيهات أن يصح قوله: فأكثر من يوصف بالنصب إلخ، وأتى بهذا في طائفة شأنها الكذب وقد حذرنا نبينا من الاغترار بنسكها وأقوالها كما تقدمت الإشارة إليه. (19) هب أن الشيخ سامحه الله وعفا عنا وعنه عرف صدقا من بعض أفراد تلك الفرقة البغيضة فأي طائفة من البشر تخلو عن صادق وكاذب أو عمن يصدق أحيانا لغرض ما ومثل هذا لا يلزم منه أن يكون ما عرفناه من فرد أو نحوه أغلبيا في طائفته.
وإذا كنا لا نشك في نفاق من دينه بغض صنو النبي (ص) وأخيه وصديقه الأكبر وأبي ولده وأول مصدق له ومناضل عنه فهل يسوغ لنا أن نحكم بأن المنافق المذموم