العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ٣١
يرى رأيهم واستباحوا دمه وماله وأهله وعياله. ومنهم من أنكر الصلوات الخمس وقال صلاة بالغداة وصلاة بالعشي. ومنهم من أوجب الصلاة على الحائض في حال الحيض " انتهى بحروفه.
وهذه الفواحش لا تصدر من مؤمن فكيف يقال تغلب العدالة في أهلها سبحانك هذا أفك عظيم.
ثم استطرد البيطار فأطل في مدح كلاب النار. ولقد اغنانا الله وله الحمد عن ذلك الهذر بما ثبت وصح وتواتر تواترا بالمعنى على الأقل عن الصادق المعصوم (ص) من ذمهم والتحذير منهم ومن الاغترار بشئ مما يتظاهرون به كما سبقت الإشارة إلى ذلك ولا قيمة عندنا لقول أحد في مقابلة قول الله تعالى أو قول رسوله، بل ونحن كما قال العلامة ابن شهاب الدين.
لدى الحق خشن لا نداجى طوائفا * لديهم دليل الوحي غير مسلم سراعا إلى التأويل طبق مرادهم * لدفع صريح الحق بالمتوهم هل الدين بالقرآن والسنة التي * بها جئت، أم أحكامه بالتحكم ولكن عن التمويه ينكشف الغطا * لدى الحكم الديان يوم التندم وما ذكر الشيخ آنفا به الشيعة في قوله بخلاف من يوصف الخ فهو مما لا يصح على إطلاقه وكيف وفيهم الكثير الطيب من سلالة النبي (ص)، والعدد الجم من أئمة الهدى من أهل العلم والفضل والزهادة والعبادة والورع والعدالة من الذين أثنى عليهم المخالف والموافق ومع هذا نقول إن الشيعة طائفة من أهل الإسلام فيهم العدل الثقة الأمين وفيهم من ليس كذلك وحب علي وإن كان إيمانا لا يعصم المتصف به من الكذب ولكنه علامة صحة الإيمان وهو رأس المال فيبحث عما سواه ثم يحكم بإنصاف.
ثم قال الشيخ " والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضي الله عنه قتل عثمان أو كان أعان عليه، فكان بغضهم له ديانة بزعمهم " انتهى.
وأقول يفهم من عباراته هذه الاعتذار للناصبة عاملهم الله بعدله بأن اعتقادهم وتدينهم بما ذكره من بغض من هو نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسوغ لهم ذلك. وفساد هذا بديهي لا يشك فيه منصف لأنه لو ساغ أن يكون الاعتقاد والتدين بالباطل مما يعذر الله به أحدا لكان لليهود والنصارى واسع العذر في كفرهم وبغضهم رسول الله لأنهم اعتقدوا كذبه وتدينوا به تبعا لقول
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 35 37 38 ... » »»
الفهرست